رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

مصباح ”سوعان” العجيب، عراقي يحول أحجار ”دجلة” الكريمة إلي مجوهرات!

المصير

السبت, 16 مارس, 2024

11:09 ص

كتب - شريف سمير :


ثمة من يملك صنعة ويفته منها بابا للرزق وضمان قوت يومه، وثمة من يوظف هذه الصنعة ويخطو بها نحو الثراء .. والطريق الأخير يمضي فيه العراقي هاشم سوعان (58 عاما) بعد أن مشي على طول نهر دجلة بالموصل يتفقد عن كثب الحجارة والحصى الملقاة على ضفاف النهر على أمل الكشف عن جواهر ثمينة .. ويحمل في يديه زجاجة رذاذ ماء، ومصباحا صغيرا في اليد الأخرى، فيحطم الأحجار، ويبحث عن تلك التي يمكنه تحويلها إلى خواتم ومجوهرات أخرى.

** التنقيب عن الحجر!

ونجحت وكالات الأنباء في الوصول إلي "سوعان" بمصباحه العجيب حيث سرد حكايته في بلاد العراق قائلا :“الأحجار موجودة في الأرض بكثرة خصوصا العقيق في المناطق الرسوبية والجبلية، وأقرب شئ عندنا المناطق الرسوبية وكثرة الأنهار، وضفاف الأنهار موجودة بكثرة والمناطق التي أذهب وأبحث بها هي المقالع، فنذهب إلى أماكن المقالع ونبحث بها عن أحجار العقيق والمتوسط الثقل النوعي العقيق والكوارتز والجاسبر والسلطاني، وهذه قريبة على سطح الأرض”.

** المعلم "يوتيوب"!

وأضاف سوعان :"لم أتعلم أبدا هذه الحرفة بشكل رسمي، لكنني اكتسبت المهارات الخاصة بها من اللقطات المصورة على موقع يوتيوب التي يضعها خبراء أحجار في إندونيسيا"، مشيرا إلي أنه عثر علي ألوان نادرة ما موجودة، حجر أو حجرين فقط أو 3 أحجار فقط في كل فترة بحث، وتوجد أنواع عقيق متوفرة بكثرة، ونجح سوعان في توفير كميات من حجر اليشم، من النوع الإمبراطوري الأخضر المسود، ويوجد به ألوان أسود وأبيض الذي يوجد في بورما والصين ومشهور في بورما اليشم البورمي.

** الورشة الإندونيسية!

واعترف سوعان بأن أكثر شيء تعلمه من الإندونيسيين، هو كيف يقصون الحجر ويصقلونه ويلمعونه، وحوّلت هذه الفكرة من نظري إلى عملي مباشرة دون دخولي إلى دورة تدريبية، وقال :"أعرف الحجر من خلال قياس الكثافة والصلابة، كمختبرات ليست لدينا مختبرات تحليلية لكي نعرف تركيبة الأحجار ولا لدينا أجهزة متطورة حتى نفحصها من خلال أجهزة الأشعة".

** موسم الحصاد!

وفيما يتعلق بتاريخ هذه المهنة في الموصل، قال سوعان :"كان يوجد نحاتو الأحجار بالموصل إلا أنها كانت محدودة، بشخص أو شخصين، واندثرت هذه الحرفة بالمدينة"، وبعد أن يحول سوعان هذه الأحجار الكريمة إلى جواهر، يبيع تلك الأشياء في الموصل بأسعار تتراوح بين 20 و40 دولارا بحسب نوع الحجر الكريم.