أكبر حلم لأي مخرج سينمائي هو الوقوف فوق خشبة المسرح، ويسمع المقولة الشهيرة :"جائزة أحسن مخرج تذهب إلي ...."، ثم يتردد اسمه في أرجاء فضاء "الأوسكار" العريض بكل نجومه ومشاهيره ويهتز كيانه بالكامل مع تصفيق الحاضرين الحار وعدسات الكاميرات تسجل اللحظة التاريخية.
وهذا هو بالطبع شعور المخرجة التونسية كوثر بن هنية التي نالت شرف تمثيل فيلمها الأخير "بنات ألفة" في المسابقة الرسمية لأكثر المهرجانات السينمائية شهرة وعالمية!.
** ابنة الربيع العربي!
وتمتد جذور المبدعة كوثر لمدينة سيدي بوزيد معقل ثورة الياسمين في عام 2011 وأيقونة الربيع العربي، وتابعت دراستها في الإخراج السينمائي بمعهد الفنون والسينما في تونس العاصمة وفي جامعة «لا فيميس» بباريس، لتلتحق عام 2005 بكلية كتابة السيناريو في المعهد نفسه في باريس.
** صائدة الجوائز
وقدمت كوثر فيلمها القصير الأول «أنا وأختي والشيء»، وفي عام 2010 أضافت لمشوارها الفيلم الوثائقي «الأئمة يذهبون إلى المدرسة»، وشاركت عام 2013 في العديد من المهرجانات بفيلم قصير هو «يد اللوح»الفائز بأكثر من 10 جوائز منها التانيت الذهبي من أيام قرطاج السينمائية .. أما فيلمها الطويل الأول «شلاط تونس» فقد افتتح مهرجان "كان"، وحصد عدة جوائز عالمية .. وكان لفيلمها "الرجل الذي باع ظهره" شرف تمثيل تونس في قسم "نظرة ما" بمهرجان "كان"، واقتحم منافسات الأوسكار في نفس العام، وفازت بوسام فارس الفرنسي عام 2016.
** طريق الأوسكار
وكان فيلمها الأخير "بنات ألفة" قد حقق إنجازا عالميا بترشحه للقائمة النهائية في مهرجان "أوسكار" كأفضل فيلم وثائقي وهي القائمة التي تضم 4 أفلام أخرى معه، وسبق ترشيح الفيلم لنهائيات أوسكار فوزه بجائزة الشرق لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان البحر الأحمر، ليواصل به سلسلة نجاحاته العالمية حيث استطاع الفوز قبلها بجائزة أفضل فيلم وثائقي بمهرجان جوثام الدولي وهي واحدة من أكبر الجوائز العالمية في السينما.
** هند صبري
وفيلم "بنات ألفة" بطولة النجمة هند صبري، وإنتاج حبيب عطية ونديم شيخ روحه، وتم تصويره في تونس العام الماضي، وهو مستمد من قصة حقيقية لسيدة اسمها "ألفة" لديها 4 بنات وكيف ترى المخرجة والمؤلفة حياة هذه السيدة سينمائيا بطريقة تجمع بين الوثائقي والدراما كأنه فيلم وثائقي عن الفيلم نفسه .. وسواء فازت أو لم تفز، يكفي لكوثر بن هنية أنها جلست بجوار ألمع نجوم الفن والإخراج في قاعة واحدة، وصار الحلم حقيقة، بل وقابل للتكرار بعد أن أدركت الطريق جيدا .. وقد يأتي عام تجد اسمها مكتوبا في الظرف المغلق، وتحمل الجائزة بين يديها أمام عشاق الفن السابع!.