كتب - شريف سمير :
تفتحت عيون المسلمين الأوائل منذ فجر الإسلام على الدعوة النبيلة إلى الدين بالحسنى وسماحة القلب وبلا قطرة دم واحدة، ورحل سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام تاركا ملايين من البشر يرفعون الراية فى عزة وكرامة وإيمان عن اقتناع .. إلى أن ظهر علي سطح الأرض من يرغب فى فرض الدين بالإكراه والإرهاب وحملت النزعة اسم "الحشاشين"!.
** مفتاح الجنة!
طائفة إسماعيلية شيعية انفصلت عن الفاطميين في أواخر القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي، واتخذت من بلاد فارس وبعض مناطق الشام معاقل لها .. وحمل زعيمها حسن الصباح "مفتاح الجنة" لينشر أفكارها ومبادئها المسمومة بسيف الاغتيال والتنظيم السري، مما أثار خوف ورهبة أعدائهم، بعد أن تحصن الصباح ورجال طائفته الشيطانية بقلعة الموت الحصينة!.
** الولاء الأعمي!
ورضعت "الحشاشين" من ثدى الكراهية وشرب رجالها من ماء الاضطهاد ليصبحوا خبراء محترفين فى القتل، وتدربوا منذ الطفولة على استخدام التخفي والخداع، فضلا عن إخلاصهم وولائهم الأعمي لزعيمهم الصباح الذى يضحون بحياتهم فداء له، ومن أجل أدنى نزوة.
** بحور الطعام والنساء!
وينبع التعصب للصباح من أسلوبه الساحر بالمخدرات المسكرة أو عملية غسيل دماغ حيث تم الاحتفاظ بالمجندين في حديقة فردوسية مليئة بالطعام الجيد والنساء الجميلات .. ويغرقهم فى بحر الإغراء والملذات كصورة من الجنة الموعودة فلا يتردد مريدوه فى تنفيذ التعليمات وطاعة الأوامر مهما كانت قسوتها ودمويتها!.
** قلعة "ألموت" الحصينة!
وغرس الصباح بذرة دولة الحشاشين فى أرض الخوف والرعب، وبمجرد سيطرته على قلعة "ألموت" الواقعة على قمة الجبل في شمال سوريا، بدأ في توسيع سلطته السياسية من خلال الحرب والاغتيالات .. وفي بلاطه، جمع حسن وخلفاؤه الأولاد المراهقين ذوي القدرة القتالية ومارس معهم وسائل التخدير النفسي .. واكتسبت الطائفة شهرتها بهذا الاسم لا لتعاطى المخدرات أو الحشيش، وإنما لإتقانها القتل بالتسلل والغدر، وتحصنها في قلاع منيعة، واستخدامها أعشاب معينة فى طقوسها الدينية المريبة!.
** الطموح القاتل!
وتحول الزعيم الصبح من طالب زميل لنظام الملك فى العصر السلجوقي الفاطمى، إلى الوزير الأكثر شهرة .. ثم أخطر خنجر فى عنق المؤسسة السنية، ويرتد بعدها نحو صدر الفاطميين ليؤسس إمبراطورية "الحشاشين" فى بطن الجبل استطاعت أن تتخلص من ملوك ورموز دينية مهمةمثل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد، وصنعت الطائفة الإسماعيلية تحالفا قويا مع السلطان صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبيين، وتعكرت الأجواء بين السلطان المنتصر وبين الصباح وأعوانه الطامعين فى السلطة وسيادة العالم بالدم والنار وتغييب الوعي، إلي حد التفكير والتخطيط لاغتيال "سلطان المسلمين" أكثر من مرة وإضافة بقعة جديدة سوداء فى سيرة "الضلال"!.
** نهاية الحشاشين بسيف الكفر!
ولم يكن يعلم زعيم "الحشاشين" أن نهاية قصته ستأتى علي يد "كفرة التتار" وبسهام قائدهم الهمجي هولاكو المغولي في القرن الثالث عشر .. ويسجل التاريخ حروف أكثر طائفة جهنمية عاثت فى الأرض بغضا وفسادا، وفتحت شهية نجم من نجوم الفن فى القرن الحادي والعشرين مثل الفنان كريم عبد العزيز ليقدم صورة مصغرة من رحلة "رسل الشيطان" فى دراما رمضان 2024!.