رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

”عرق السياسة” فى جيناته .. الملك عبد الله الثانى بروفيسور فن ”التفاوض والتنكر”!!

المصير

الأربعاء, 28 فبراير, 2024

11:29 ص

ورث عن أبيه "الداهية السياسية" الذكاء وهدوء الأعصاب، فاتسقت قراراته مع أفعاله، ونادرا ما صدرت عنه هفوات أو زلات لسان تتفوه بها أنظمة القوي العظمي .. وتميز عرش العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بصفات الحكمة والتعقل وضبط النفس أثناء تفجر الأزمات المعقدة واشتعال الملفات الشائكة.. وما مشاركته مؤخرا بنفسه فى عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية فى قطاع غزة إلا ترجمة عملية لإحساسه بالمسئولية تجاه الأشقاء الفلسطينيين، ورغبة صادقة لتخفيف معاناة النازحين الذين يعيشون على المؤن وإمدادات الإغاثة.
وأراد العاهل الأردني أن يتيقن شخصيا من تنفيذ المهمة، بنفس المنطق الذي يؤمن به لتفقد أحوال رعيته، حيث اشتهر بفن التنكر والتخفي لمعرفة ما يدور فى مملكته من مظاهر إهمال أو تقصير .. ففى مارس 2010، تجول بدراجته النارية فى شوارع الأردن للاطلاع على أوضاع المواطنين عن قرب .. وفي روايات أخرى فقد دخل إلى المستشفيات وبعض الوزارات والمؤسسات الحكومية بهيئة رجل عجوز ليكشف مواطن أى خلل إدارى ويستطيع تطبيق مبدأ "الثواب والعقاب"!.
وتلقى الملك عبدالله تعليمه العام في الأردن والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، ثم التحق بالأكاديمية العسكرية الملكية ساندهيرست في المملكة المتحدة عام1980م، ودرس السياسة الدولية لعام واحد في جامعة أكسفورد. تدرج الملك عبدالله في الرتب العسكرية في سلاح الدروع، والتحق بجناح الطائرات العمودية، وتأهل طيارًا لطائرة كوبرا العمودية الهجومية.
وفي عام 1998م، أسند له منصب قائد العمليات الخاص، وتولي إلى جانب عمله في القوات المسلحة الأردنية مهمة نائب الملك عندما كان الملك حسين يغيب عن البلاد، ورافق والده في رحلاته الخارجية وأقام خلالها علاقات مع قادة ومسؤولي كثير من الدول.
ويحرص الملك عبدالله على تعزيز الإرث الذي خلفه والده من خلال مواصلة نهج الأردن في الديمقراطية والتعددية السياسية، والعمل على تحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط والارتقاء بعلاقات الأردن الخارجية.
ومن أبرز قناعات الملك عبد الله استعداده للتحالف مع الشيطان في سبيل مصلحة بلاده، وخير دليل هو الصفحة الجديدة التى فتحها مع إسرائيل في 8 يوليو 2021، عندما استقبل في قصره بعمان رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك نفتالي بينيت، وأعلن مسؤول إسرائيلي وقتها رفض ذكر اسمه أن بينيت أبلغ العاهل الأردني في الاجتماع عن استعداده للموافقة على بيع إمدادات مياه أخرى من إسرائيل لفائدة الأردن .. بما يحمل رسالة مؤكدة بأننا أمام "مفاوض سياسي بارع" حتى النخاع!!