تتواصل الحرب في السودان بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع منذ 15 أبريل، مما أدخل معظم مدن السودان في دائرة المناطق غير الآمنة، حيث تجد العديد من الفئات الضعيفة صعوبة كبيرة في الخروج من مناطق القتال أو الأماكن غير الآمنة مما يعرض حياتهم للخطر.
وحذّرت الأمم المتحدة من أن المدنيين المحاصرين في مناطق النزاع في السودان قد يواجهون حالة أشبه بالمجاعة بحلول الصيف المقبل، بينما يعيش البعض في العاصمة التي مزقتها الحرب على وجبة يومية واحدة.
ويتمركز أغلب هؤلاء في العاصمة الخرطوم، حيث يواجه أكثر من نصفهم انعدام الأمن الغذائي، حيث يحتاج حوالي 30 مليون شخص، أي ما يقرب من ثلثي السكان، إلى المساعدة في السودان وفقا للأمم المتحدة، وهو ضعف العدد قبل اندلاع القتال بين الجيش و الدعم السريع في منتصف إبريل.
ووفقا لتصنيف برنامج "مراحل الأمن الغذائي المتكامل" التابع للأمم المتحدة، يحتاج حوالي 18 مليون شخص بشكل عاجل إلى مساعدات غذائية إنسانية.
وتعلن الحكومات المجاعة عندما يكون 20٪ من الأسر في منطقة جغرافية معينة في مرحلة الكارثة.
وقام برنامج الأمم المتحدة المعروف باسم "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي" (IPC) بمراجعة تقديرات من يعانون من الجوع مع اتساع نطاق القتال، وقال إن مدخرات الأسر تعرف تراجعا بموازاة ارتفاع أسعار المواد المتوفرة في السوق.
و قالت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إن المساحة التي زرعت خلال موسم هذا العام كانت أقل بنسبة 15% عن المتوسط خلال السنوات الخمس الماضية، كما انخفض إنتاج الذرة الرفيعة والدخن بنسبة 24% و50% مقارنة بعام 2022.
وعلى الصعيد الصحي فتم تقليص عدد جلسات غسيل الكلى في بعض المراكز إلى واحدة فقط بدلا من اثنتين، و ارتفعت تكلفة الغسلة الواحدة في بعض المراكز الخاصة إلى اكثر من 200 ألف جنيه "نحو 200 دولار" وهو ما يشكل عبئا ماديا كبيرا على أسر المرضى في بلد يعيش فيه أكثر من 60% من السكان تحت خط الفقر، و توفي نحو 20% من المصابين بالفشل الكلوي أي أكثر من 13 ألفا، كما تضاعفت خلال الفترة الأخيرة أسعار بعض الأدوية المكونة لجرعات علاج السرطان بأكثر من 10 مرات.
و يدفع أكثر من 20 مليون طفل ثمنا باهظا للتدهور الأمني المتزايد الانتشار في معظم مناطق البلاد، ويواجه الأطفال الموجودين في دور الرعاية الاجتماعية في ود مدني حاليا مخاطر كبيرة بسبب عدم قدرة المرضعات والأمهات البديلات من ممارسة عملهن.
ويتزايد الخطر أكثر بسبب ما تتعرض له فرق الإنقاذ والمنظمات والهيئات الدولية العاملة على الأرض من مصاعب حقيقية في عمليات الإجلاء، فقد تعرضت قافلة نظمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإجلاء عدد من العالقين من المرضى والأطفال وكبار السن في مناطق القتال بجنوب الخرطوم لهجوم مسلح من أحد طرفي القتال مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المستهدفين بعملية الإجلاء.
_1.jpg)