أكدت الخارجية الفلسطينية أن المجاعة التي يعانيها قطاع غزة سياسة إسرائيلية تهدف للتجويع المتعمد واستكمال الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
ووفقا لمدير عام منظمة الصحة العالمية فإن جميع الناس في قطاع غزة يواجهون الجوع ويضطرون لبيع ممتلكاتهم مقابل الغذاء، وأن الآباء والأمهات يحرمون أنفسهم من أي طعام لإطعام ابنائهم مما يعني وجود كارثة حقيقية على صحة الناس في قطاع غزة.
وقالت الوزارة في بيان اليوم إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ليس جوعا وتجويعا فقط وإنما هو مجاعة حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى تهدد حياة المواطنين لخطر الموت جوعا، بل وتموت أعدادا يومية منهم بسببها.
وشددت على أنه واستنادا إلى المعايير المعتمدة لدى الأمم المتحدة فإن المواطنين في قطاع غزة يتعرضون للمجاعة ومخاطرها وانتشار سوء التغذية، مطالبة الأمم المتحدة بالإعلان رسميا عن أن قطاع غزة يعاني من مجاعة حقيقية تهدد حياة المواطنين بالموت بسبب حرب الإبادة الجماعية والحصار المفروض على السعب الفلسطيني.
كما طالبت مجلس الأمن الدولي تحميل إسرائيل المسؤولية عن الإبادة بالمجاعة وكسر الحصار على قطاع غزة الذي تفرضه القوات الإسرائيلية وتنفيذ القرار 2720 بأسرع ما يمكن لوضع حد للمجاعة التي تنتشر في قطاع غزة.
وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن انتشار المجاعة في قطاع غزة، مؤكدة أن إسرائيل تمعن في إبادة الشعب الفلسطيني ليس بالقصف الوحشي والتدمير والقتل والإعدام المباشر وحسب وإنما بالإبادة بالمجاعة ايضا، وأن اسرائيل هي دولة احتلال وحصار وفصل عنصري (ابرتهايد) وهي المسؤولة أولاً وأخيراً عن جميع أشكال الإبادة التي ترتكب بحق الفلسطينيين.
ويشار إلى أن لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) قد حذرت العالم بالأمس من ارتفاع خطر المجاعة في قطاع غزة، والذي يتزايد كل يوم في حال استمر الوضع على ما هو عليه. وعلى وجه التحديد، ذكر تقرير اللجنة أن أسرة واحدة على الأقل من كل 4 أسر في قطاع غزة، أي أكثر من نصف مليون شخص، تواجه مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهو أعلى مستوى من الإنذار.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن حوالي 1.2 مليون شخص يعانون من مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأقر بأن عتبات المجاعة لانعدام الأمن الغذائي الحاد قد تم تجاوزها بالفعل، مما يعني أن خطر الموت جوعاً أصبح حقيقياً بالفعل بالنسبة للعديد من الأسر في غزة.
وبين التقرير أن هذه النتائج تشير إلى أن جميع الأطفال دون سن الخامسة في قطاع غزة – 335 ألف طفل - معرضون بشدة لخطر سوء التغذية الحاد والوفاة مع استمرار تزايد خطر المجاعة، لافتا إلى تقدير اليونيسف بأنه في الأسابيع المقبلة، سيعاني ما لا يقل عن 10 ألاف طفل دون سن الخامسة من أكثر أشكال سوء التغذية التي تهدد حياتهم، والمعروفة باسم الهزال الشديد، وسيحتاجون إلى أغذية علاجية.
وقال إن هذا الخطر غير المقبول يأتي في وقت تواجه فيه أنظمة الغذاء والصحة في قطاع غزة انهيارًا كاملاً، ويعاني أكثر من 80% من الأطفال الصغار من فقر غذائي حاد، وأكثر من ثلثي المستشفيات لم تعد تعمل بسبب نقص الوقود والمياه والإمدادات الطبية الحيوية أو بسبب تعرضها لأضرار كارثية في الهجمات.
وعبر أيضًا عن القلق بشكل خاص بشأن تغذية أكثر من 155 ألف امرأة حامل وأم مرضعة، بالإضافة إلى أكثر من 135 ألف طفل دون سن الثانية، نظرًا لاحتياجاتهم الغذائية الخاصة، والتي تتفاقم بسبب التوتر والصدمات.