رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

مكالمة السيسي ورئيسي.. تهنئة بروتوكولية أم فتح ثغرة لعودة العلاقات؟!

المصير

الثلاثاء, 26 ديسمبر, 2023

02:45 م

قبل يومين نشرت وسائل الإعلام خبر يفيد بتلقي الرئيس عبد الفتاح السيسي مكالمة هاتفية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لتهنئته بفوزه في الانتخابات الرئاسية التي اعلنت نتائجها قبل أيام.

وأثارت تلك المكالمة جدلا وتكهنات متكررة، حول ما إذا كانت مجرد مكالمة تهنئة بروتوكولية، أم أنها تفتح ثغرة طال انتظارها في ملف عودة العلاقات المصرية الإيرانية، خاصة أن المنطقة تمر بظروف إقليمية غاية في الدقة والخطورة منذ عملية طوفان الأقصى التي بدأت يوم 7 من أكتوبر الماضي، وما اعقبها من حرب إسرائيلية بربرية غير مسبوقة على قطاع غزة.


وسلّط الإعلام الإيراني الضوء على الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيسي بالسيسي
وذكرت وكالة «إرنا»، أن الرئيس الإيراني، هنأ الرئيس السيسيي بنجاح عملية الانتخابات الرئاسية، مرحبا بتوسيع العلاقات في شتى المجالات مع مصر، التي وصفها بالدولة الصديقة، مشيرا إلى أن القواسم العقدية المشتركة بين الشعبين المصري و الايراني توفّر أرضية مناسبة لتعميق العلاقات الثنائية.
وقالت الوكالة: "نتوقع من دولة مصر أن تسخر جميع طاقاتها من أجل وقف هجمات الكيان الصهيوني عن غزة، والشروع في عمليات إيصال المساعدات وإعادة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة".
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، التقى نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، على هامش قمة الرياض لرؤساء الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي، نوفمبر الماضي.
من جانبها نقلت وكالة «تسنيم»، أن محمد جمشيدي النائب السياسي لمكتب الرئيس الإيراني، أعلن في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقا)، أن الاتصال الهاتفي الأول بين رئيسي مصر وإيران ومصر، ناقش آخر التطورات في فلسطين وأهمية الوحدة الإسلامية، واتفق الرئيسان على اتخاذ خطوات ملموسة للتسوية النهائية للقضايا بين البلدين.
وقال الرئيس الإيراني إن «وجود تاريخ حضاري وأسس دينية مشتركة تؤدي إلى علاقة ودية بين الشعبين والبلدين، ما يشكل أرضية مناسبة ومواتية لتعزيز وتعميق العلاقات الثنائية»، مضيفا أن سياسة إيران قائمة دائمًا على تعزيز مكانة المسلمين وعزتهم ووحدة السنة والشيعة.

محلل سياسي: رسالة تؤكد انفتاح مصر على كل قوى الصراع

وفي هذا الصدد قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أحمد التايب، "إن تواصل مصر وإيران فى ظل الظروف الإقليمية الراهنة أمر في غاية الأهمية، معربا عن اعتقاده بأن اتصال الرئيس السيسي و نظيره الإيراني رسالة مهمة تؤكد انفتاح الجمهورية الجديدة مع كل اللاعبين بعيدا عن اختلاف وجهات النظر، وأن مصر حريصة على الانفتاح على الجميع وعلى القوى الدولية والاقليمية لمواجهة تفاقم الصراع.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "المصير" أن تطورات الأوضاع فى غزة والبحر الأحمر تستوجب تضافر كل الجهود وتكثيف التواصل بين كل الأطراف فى المنطقة، ومصر حريصة كل الحرص على ألا تدخر جهدا لإجراء مناقشات جادة مع كل الأطراف الدولية وخاصة الأطراف المؤثرة إقليميا بهدف احتواء الموقف، لذلك أعتقد أن هذا الاتصال يعزز من العلاقات الثنائية وله مدلول آخر مهم أن مصر عازمة على بذل كل مساعيها الممكنة للحيلولة دون تفاقم الأوضاع فى غزة وفى الإقليم فى ظل عدوان إسرائيل الغاشم على سكان غزة.
واستكمل قائلا: والمتابع يجد أن هناك تعدد للتواصل بين مصر وإيران خلال الفترة الماضية، ويجد تأكيد مصر على موقفها الثابت من حيث رفض تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين، وضرورة تحقيق وقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية دون قيد أو شرط لإنهاء معاناة أهالى غزة.
وتابع: خلاف دعوة مصر ومطالبتها باستمرار الجهود لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا لقرارات الشرعية، لذا فإن ستمرار الاتصالات الثنائية مع كل الأطراف يساهم في صياغة موقف قوي وموحد عربيا وإسلاميا لإيجاد حل لهذا الصراع، ومؤكد أن هذا الانفتاح بين مصر وايران يساهم في تجنيب المنطقة مزيدا من الضغط أو مخاطر توسيع نطاق الصراع.