كتب - أحمد عبادي و فاطمة السيد
مع تصاعد حدة المعارك الدائرة في قطاع غزة بين حركة حماس وباقي فصائل المقاومة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، تزداد أيضا وتيرة العمل الدبلوماسي وجهود الوساطة لوقف الحرب، حيث توافد على القاهرة بعض قيادات حركتي حماس والجهاد الإسلامي لبحث سبل التفاوض لوقف المعارك، في الوقت الذي تواترت فيه الأنباء عن مبادرة مصرية من ٣ مراحل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وعن تفاصيل تلك المراحل الثلاث قال الخبير في الشأن الفلسطيني إبراهيم الدراوي في تصريحات خاصة "للمصير"، إن القاهرة قدمت مبادرة للفصائل الفلسطينة وعلى رأسها حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وبعض الفصائل الأخرى التي سترسل وفودها تباعاً لدراسة هذه المبادرة التي من الممكن أن توافق عليها إسرائيل، وبالتالي فإن القاهرة تريد وقف مؤقت لإطلاق النار حتى تستطيع أن تثبت للجانب الإسرائيلي جدية المقاومة الفلسطينية في إخراج الأسرى.
وكشف أنه سيكون هناك إطلاق سراح ٤٠ من المحتجزين من نساء وأطفال ما دون ال ١٨ وكبار السن وبعض من المجندات، وفي المقابل ستطلق إسرائيل سراح ١٢٠ أسير فلسطيني من نفس الفئتين ولكن سيخرج معهم بعض القيادات وعلى رأسهم ثلاث؛ مروان البرغوثي، وأحمد السعدات، ومصطفي البرغوثي، المتواجدين في السجون الإسرائيلية منذ زمن.
وأوضح أنه سيكون هناك وقف كامل لإطلاق النار، وخروج الدبابات الإسرائيلية من قطاع غزة، ودخول المساعدات والأجهزة الطبية والوقود والغاز وجميع وسائل المعيشة إلى قطاع غزة.
وأوضح أن في المرحلة الثانية، ستستمر هذه الهدنة لإقامة حوار وطني فلسطيني برعاية مصرية تهدف إلى إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلين تتولى الإشراف على القضايا الإغاثية وملف إعادة إعمار قطاع غزة، والتمهيد لإنتخابات عامة ورئيسية في الجانب الفلسطيني بغزة والضفة الغربية والقدس.
وأشار إلى أن المرحلة الثالثة تشمل وقف كلي وشامل لإطلاق النار وصفقة كاملة لتبادل الأسرى مع كافة العسكريين لدى حماس وحركة الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى يتم خلالها الاتفاق على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة المقبلة.
وأعرب عن اعتقاده بأنه في هذه الحالة سيتم تقريب وجهات النظر، ويخرج الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي من هذه الأزمة لتوصل القاهرة الرسالة لجميع الأطراف بأنه يجب أن يكون هناك رؤية واضحة من كافة الفصائل الفلسطينية لما يحدث في قطاع غزة مع العلم أن المقاومة الفلسطينية تكبد الجانب الإسرائيلي خسائر فادحة مما جعل نتنياهو يوافق على مثل هذه الصفقات.
وكانت "القناة 13" الإسرائيلية قد نقلت عن مسؤول إسرائيلي، تقديم مصر لمقترح جديد لتبادل الأسرى والمحتجزين، عبر صفقة من 3 مراحل بين إسرائيل وحماس.
وبحسب الاقتراح، وفقا للقناة الإسرائبلية سيتم في المرحلة الأولى إطلاق سراح 40 امرأة وكبار السن والمرضى، مقابل فترة راحة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع.
وفي المرحلة الثانية من المقترح المصري، سيتم إطلاق سراح المجندات وتسليم الجثث، من قبل حركة حماس، مقابل إطلاق مزيد من الأسرى الفلسطينيين.
أما المرحلة الثالثة فتمثل الإشكالية الأكبر للحكومة الإسرائيلية، وفقا للمسؤول الإسرائيلي، وتشمل إفراج حماس عن رجال وجنود إسرائيليين، مقابل تحرير أسرى فلسطينيين، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة والتوصل إلى وقف إطلاق نار شامل.
وذكرت القناة أنه "لا توجد موافقة إسرائيلية على تفاصيل المقترح المصري، لكنها مستعدة للموافقة على المرحلة الأولى المشابهة لصفقة التبادل أواخر نوفمبر الماضي، لكن فيما يتعلق بالمرحلتين التاليتين، وبشكل خاص المرحلة الأخيرة، فإنه ليس بالإمكان الالتزام بهما الآن".