نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية تقريرًا يكشف عن حالة غضب متزايدة بين جنود الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي نتيجة طول أمد الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد قطاع غزة ولبنان في وقت واحد. وبحسب التقرير، أعرب عدد كبير من الجنود عن استيائهم الشديد من العمليات العسكرية المستمرة التي دخلت عامها الثاني، مما أدى إلى ضغوط نفسية هائلة في صفوفهم.
ارتفاع حالات الانتحار
أفادت الصحيفة بأن 6 جنود من الاحتياط أقدموا على الانتحار منذ بداية الحرب، في ظل تدهور حالتهم النفسية الناتجة عن طول فترة التجنيد الاحتياطي، والأوضاع الميدانية القاسية، والضغوط العائلية والاقتصادية. يعكس هذا الرقم تصاعدًا خطيرًا في مستوى الإحباط والانهيار النفسي بين الجنود، وهو ما وصفه مراقبون إسرائيليون بـ"الصدمة الجماعية".
الأسباب النفسية وراء الأزمة
الإجهاد الميداني: العمليات العسكرية المطولة دون تحديد أهداف واضحة تزيد من حالة التوتر والإرهاق بين الجنود.
الانفصال العائلي: يشعر الجنود بالانعزال عن أسرهم لفترات طويلة، مما يؤثر على استقرارهم النفسي.
التحديات الاقتصادية: مع استمرار الحرب، يتأثر الجنود الاحتياطيون العاملون في القطاع المدني بفقدان وظائفهم أو تراجع دخلهم.
غضب داخل الجيش
أوضح عدد من جنود الاحتياط في تصريحات نشرتها الصحيفة أنهم "لم يعودوا يحتملون الضغط"، مؤكدين أن قادة الجيش يعجزون عن وضع خطط واضحة لإنهاء الحرب. وانتقدوا بشدة القيادات السياسية التي تدفع بالجيش إلى مواجهة متعددة الجبهات دون دعم كافٍ أو رؤية استراتيجية.
آثار الحرب على جيش الاحتلال
الحرب التي تقودها إسرائيل ضد غزة ولبنان باتت عبئًا ثقيلًا على جيش الاحتلال من عدة جوانب:
1. تفكك المعنويات: تعاني القوات من تراجع حاد في الروح المعنوية، وهو ما ظهر في احتجاجات علنية من عائلات الجنود.
2. تصاعد الانتقادات الداخلية: واجه الجيش انتقادات حادة من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية لعدم كفاءته في إدارة الحرب.
3. التوتر بين القيادة والجنود: بدأت الانقسامات تظهر بين الجنود والقادة، مع تحميل كل طرف المسؤولية للآخر.
الحرب المستمرة وضعت جيش الاحتلال في أزمة نفسية ومعنوية غير مسبوقة. وبينما تعزز المقاومة الفلسطينية واللبنانية صمودها، يبدو أن إسرائيل تعيش تحديات داخلية تهدد استقرار جيشها، خاصة مع تصاعد معدلات الانتحار والغضب بين الجنود. تبقى التساؤلات مفتوحة حول مدى قدرة الاحتلال على تحمل حرب طويلة الأمد في ظل هذه الظروف.