تفاقمت أزمة الدواء في مصر خلال الشهور الأسابيع الماضية، وانتقلت من منطقة القفزة الرهيبة في الأسعار والتي وصلت في بعض الأحيان إلى 100% زيادة في سعر الدواء، ودخل قطاع الأدوية في أزمة جديدة تمثلت في اختفاء الأدوية المهمة من الصيدليات وأدوية البرد، وأدوية أخرى كثيرة ومنها فوار كورلينار و ايروسولفين وشيتكورين و لوبالجين والفولتارين وساليتال وكتافلاي والبروفين.
تواصل موقع المصير مع الدكتور *علي عوف*، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية،للوقوف على الحقيقة الكاملة وأسباب الأزمة ومعرفة سبب الشكاوى المتزايدة من نقص الأدوية في الصيدليات، لا سيما أدوية البرد والسكر.
واعترف الدكتور علي عوف في البداية بأن هناك نقصًا في بعض الأصناف الدوائية، لكنه شدد على أن الصورة ليست بالسوء الذي يعتقده البعض.
وأوضح ذلك قائلا :
> "نعم، هناك نقص في بعض الأدوية الأساسية مثل أدوية الأورام وبعض الهرمونات، ولكن النقص لا يتجاوز نسبة 5% من الأدوية المتوفرة في السوق. الأغلبية العظمى من الأدوية الأساسية، حوالي 95%، متوفرة بشكل طبيعي."
*أسباب النقص
وعن أسباب نقص بعض الأدوية أرجع رئيس شعبة الأدوية بالغرف التجارية السبب في ذلك إلى مشكلات في سلاسل التوريد وإجراءات التصنيع المحلي.
وأوضح ذلك قائلا :
> "بعض الشركات الكبرى مثل شركة مصر للمستحضرات الطبية قفلت بشكل مؤقت من أجل وضع خطة للتطوير، وعندنا أدوية كثيرة جدا لها بدائل، ومنها الفوار مثلا، الفوار يستخدم لغسيل الكلي، أقدر أشرب ماء مكانه وهناك بدائل أخرى كثيرة مكانه، وهناك مرهم مسكن روفالجين، شركة القاهرة للأدوية أوقفت إنتاجه لأنه يتم بيعه ب "3 تعريفة" وهيخسر مع الشركة، أي أن الشركة هي التي أوقفت إنتاجه.
وعن أزمة أدوية البرد قال الدكتور علي عوف :الكتافلاي موجود ولكن الكميات التي يتم إنتاجها لا تكفى احتياجات السوق،
وأكد عوف أن أدوية الضغط والسكر والكوليسترول والأمراض الأساسية موجودة بالكامل،أما الأدوية الأخرى فلها 20 و30 بديل وبأسعار أرخص
ولفت رئيس شعبة الأدوية بالغرف التجارية إلى أن العالم كله لديه نقص في الأودية وقال في أمريكا نفسها، هناك أدوية ناقصة، وفي أوربا هناك أدوية ناقصة وفي السعودية هناك أدوية ناقصة أكثر من مصر، المهم هو أن يكون هناك بدائل "
*هل البدائل متوفرة؟
ردًا على سؤال حول توافر بدائل للأدوية الناقصة، قال عوف: بالطبع هناك بدائل متوفرة في السوق المصري لمعظم الأدوية الناقصة، ولكن التحدي يكمن في ثقافة المريض والطبيب التي تعتمد أحيانًا على العلامات التجارية بدلاً من المادة الفعالة."
وأشار أيضًا إلى أن هناك جهودًا تُبذل لضمان توفير البدائل بأسعار مناسبة، ومعظم البدائل أسعارها أرخص من الأدوية الأساسية.
*خطوات لحل الأزمة*
عند سؤاله عن الحلول المتاحة لسد النقص في الأدوية، قال الدكتور علي عوف:
> "نحن نعمل على تقليل فترة الانقطاع من خلال تسريع إجراءات التصنيع المحلي، وتشجيع استيراد المواد الخام، ورفع كفاءة المصانع المحلية. كما أن التنسيق مستمر مع وزارة الصحة لضمان عدم تكرار هذه الأزمة."
وأضاف:
> "الأزمة الحالية ليست مقتصرة على مصر فقط؛ بل تواجهها العديد من الدول نتيجة التغيرات العالمية في سوق الأدوية وسلاسل التوريد."
رسالة للمواطنين
اختتم الدكتور علي عوف حديثه برسالة طمأنة إلى المواطنين، قائلاً:
"أطمئن الجميع أن الأدوية الأساسية، مثل أدوية الضغط والسكر، متوفرة بشكل كبير. أما الأدوية الناقصة، فهناك بدائل متاحة، ويجري العمل على حل المشكلة بشكل جذري خلال الفترة المقبلة."
بهذا التصريح، يبدو أن أزمة نقص الأدوية في مصر ليست مستعصية، وهناك جهود حثيثة تُبذل للتغلب عليها في أقرب وقت.