بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على غزة، يبدو أن تداعيات حرب الإبادة الجماعية التي تقودها دولة اليمين المتطرف لا تزال تتوالى على قيادات الاحتلال وأتباعه في الخارج. آخر هذه الضربات كان اختفاء الحاخام الإسرائيلي تسفي كوغن، مبعوث حركة "حباد" الدينية إلى الإمارات، في ظروف غامضة منذ يوم الخميس الماضي.
اختفاء يثير الرعب في أوساط الاحتلال
أكد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والموساد، أن الحاخام اختفى وسط شكوك تدور حول "عمل إرهابي". فيما تقود السلطات الإماراتية، التي تتمتع بشبكة متقدمة من كاميرات المراقبة، التحقيق في القضية دون صدور أي تعليق رسمي حتى الآن.
تشير التقارير الإسرائيلية إلى أن أجهزة الأمن والمخابرات تعمل على مدار الساعة بحثاً عن أي خيوط، وسط تنامي المخاوف من مقتل الحاخام. ورغم ذلك، فإن هذا الحدث يضيف فصلاً جديداً في مسلسل التوتر الذي يلاحق دولة الاحتلال خارج حدودها.
سلسلة من الضربات الدولية ضد إسرائيل
لم يكن اختفاء الحاخام كوغن سوى أحدث ضربة تواجهها دولة الاحتلال الإسرائيلي في الخارج. ففي الأشهر الأخيرة، تعرض مشجعو كرة القدم الإسرائيليون لاعتداءات متكررة في هولندا وفرنسا، حيث باتت الساحات الدولية تشهد رفضاً متصاعداً لسياسات إسرائيل العدوانية.
في أمستردام، شهدت الشوارع مظاهرات حاشدة تخللتها اشتباكات بين المشجعين الإسرائيليين وسكان محليين، بينما شهدت فرنسا اعتداءات مماثلة وسط أجواء مشحونة بالاستياء الشعبي من سياسات الاحتلال. وفي العديد من العواصم الأوروبية، تتزايد الهجمات اللفظية والجسدية على الإسرائيليين، ما يعكس تغيراً كبيراً في المزاج العالمي تجاه إسرائيل.
حرب غزة والإرث الدموي
إن الاحتلال الإسرائيلي، الذي يغرق في دماء الفلسطينيين الأبرياء في غزة، يواجه الآن عواقب أفعاله في كل ركن من أركان العالم. حرب الإبادة التي يقودها ضد أهل غزة لن تمر مرور الكرام، وستظل تلاحقه لعنة جرائمه حتى يوم القيامة.
ما يحدث اليوم من تراجع النفوذ الإسرائيلي في الخارج ليس إلا بداية لسلسلة من الأزمات التي ستضرب قيادات دولة اليمين المتطرف. اختفاء كوغن في الإمارات ما هو إلا رسالة بأن العالم لم يعد يتسامح مع المذابح والمجازر.
التطبيع لا يحمي الاحتلال
ورغم تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل منذ سبتمبر 2020، فإن ذلك لم يمنع وقوع مثل هذه الحوادث. حتى في ظل التحذيرات التي أطلقها مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بشأن السفر إلى الإمارات، فإن هذا لم يحمِ الحاخام كوغن من المصير المجهول الذي يواجهه الآن.
ما يحدث لإسرائيل في الخارج ليس مجرد حوادث عابرة، بل هو مؤشر على رفض عالمي متزايد للعدوان الإسرائيلي. العدالة لا تموت، وستبقى القضية الفلسطينية وصمة عار على جبين الاحتلال، يدفع ثمنها كل من شارك في جرائمه البشعة. حرب الإبادة الجماعية في غزة لن تُنسى، وستبقى شعلة المقاومة مستمرة، تطارد الاحتلال أينما وُجد.