في ضربة إسرائيلية عنيفة فجر اليوم، استهدفت غارة جوية في منطقة البسطة وسط بيروت مبنى سكنيًا بالكامل، وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الهدف كان محمد حيدر، أحد أبرز القيادات الأمنية في حزب الله المعروف بلقب "أبو علي". ورغم الدمار الشامل، لم تُحدد حتى اللحظة ما إذا كان حيدر قد قتل في الهجوم أم لا، وسط صمت حزب الله.
محمد حيدر.. الرجل الغامض
محمد حيدر يُعتبر من أبرز قيادات الصف الأول في حزب الله، لكنه اختار العمل في الظل بعيدًا عن الإعلام، وهو ما جعله أحد أهم العقول الأمنية في الحزب. يُقال إنه لعب دورًا محوريًا في بناء الأجهزة الأمنية للحزب بعد اغتيال شخصيات بارزة مثل عماد مغنية ومصطفى بدر الدين.
بدأ حيدر مسيرته السياسية عضوًا في البرلمان اللبناني عن محافظة بعلبك عام 1992، لكنه انسحب سريعًا من الحياة السياسية والإعلامية، ليكرس حياته للمهام الأمنية. يشتهر الرجل بقدرته على التخفي والإفلات من محاولات الاستهداف، حيث نجا قبل سنوات من محاولة إسرائيلية عندما أسقط حزب الله طائرتي "درون" كانت تستهدفانه في ضاحية بيروت.
غارة الفجر.. رسالة إسرائيلية واضحة
الغارة التي استهدفت محمد حيدر تأتي في إطار التصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله، خاصة مع تصاعد التوترات منذ شهرين. المراسل العسكري للقناة 12 الإسرائيلية وصف حيدر بأنه "هدف ثمين"، حيث كان يقيم في شقة سرية داخل المبنى المستهدف. ورغم تدمير المبنى بالكامل، لم تُصدر إسرائيل أو حزب الله أي تصريحات مؤكدة حول مصير الرجل.
سواء نجحت إسرائيل في اغتيال محمد حيدر أم لا، يبقى السؤال: هل ستؤدي هذه العمليات إلى إضعاف حزب الله أم أنها مجرد تصعيد مؤقت في صراع طويل الأمد؟ الوقت وحده سيكشف الإجابة.