في مصر، يعود تاريخ إدخال الهاتف إلى أواخر القرن التاسع عشر، وتحديدًا عام 1881، عندما تم إنشاء أول شبكة هاتفية في القاهرة والإسكندرية، تحت إدارة شركة بريطانية. كان الهاتف آنذاك وسيلة نادرة للغاية مقتصرة على النخبة، نظرًا لتكلفته العالية وتحديات البنية التحتية.
في أوائل القرن العشرين، كانت عملية تركيب الهاتف المنزلي مكلفة ومعقدة، حيث تضمنت رسوم تركيب باهظة تصل إلى ما يعادل مئات الجنيهات وفقًا للقيمة الحالية للنقود، بالإضافة إلى رسوم اشتراك شهرية مرتفعة. كان ذلك يمثل عبئًا كبيرًا على معظم الأسر، مما جعل الهاتف المنزلي وسيلة تواصل تُستخدم فقط من قبل الطبقة العليا، مثل كبار التجار، السياسيين، والمثقفين الأثرياء.
آنذاك، كان وجود هاتف منزلي رمزًا للوجاهة الاجتماعية والمكانة الاقتصادية. لم تكن الطبقة المتوسطة أو الفقيرة قادرة على تحمل هذه التكلفة، واعتمدت في اتصالاتها على الرسائل البريدية أو المكالمات من مكاتب البريد العامة، التي كانت توفر هواتف مدفوعة.
الأجهزة الهاتفية الأولى في مصر كانت بدائية بالمقارنة باليوم، حيث تضمنت هواتف يدوية تعمل عبر مراكز اتصال يدوية يديرها عاملون، يربطون المكالمات بين الأطراف باستخدام الأسلاك. تطلب الأمر وقتًا طويلاً حتى أصبحت الهواتف أكثر انتشارًا وأقل تكلفة مع تقدم التكنولوجيا في منتصف القرن العشرين.
على الرغم من محدودية انتشار الهاتف المنزلي في تلك الفترة، إلا أنه كان خطوة محورية في تطوير البنية التحتية للاتصالات في مصر، مما مهد الطريق لثورة في وسائل التواصل الحديثة.