رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

مختار محمود يكتب: مسرحية شيخ الأزهر!

المصير

الخميس, 21 نوفمبر, 2024

09:15 م

لا يزال الغِلمان المُستأجرون يتطاولون على المقام الرفيع لشيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب. لا يتجرأ على الإمام الأكبر سوى أصاغر العقل والضمير. ظننا أن الحملة المسعورة ضد الإمام قد وضعت أوزارها؛ خاصة بعدما ذهب إلى مكتبه مؤخرًا معظم الوزراء الباقين والمستجدين، ورؤساء الهيئات القضائية، ولكن يبدو أن هذا لم يحدث بعد؛ فلا يزال النائحون المُستأجرون والنائحات المستأجرات مستمرين في غمز ولمز الرجل، كلما لاحت لهم الفرصة. كتابات وبرامج ومداخلات رخيصة لا تتوقف عن شيطنة "الطيب". أحاديث إفك تستهدف رجلاً يقول: "ربي الله".
 عندما همَّت المؤسسة الأزهرية أن تؤدب أحد هؤلاء الصبيان بالقانون؛ عندما تجاوز حدود اللياقة والأدب، بكي بكاء الثكالى، رغم ضخامته وصوته الأجش. لا يخفى على عاقل أو مُنصف المكانة الشامخة التي يحظى بها الإمام خارج مصر، وكيف يستقبله حكام دول إسلامية وغير إسلامية استقبال الفاتحين، ولكن يبدو أنه لا كرامة لكريم في وطنه، والشيخ "الطيب" أكرم وأنبل من كل خصومه ذوي الشأن الضئيل. خصوم "الطيب" فتيان مأمورون، لا رأي لهم ولا كلمة، فاقدو الأهلية والرشاد، يأكلون على جميع الموائد والمداود. لو تلقوا أمرًا بمدح "الطيب"، كما يمدحون غيره ويعظمونه، لبايعوه من فورهم آخر الأنبياء. إنه الغرض، والغرض مرض، وهؤلاء مُغرضون ماكرون مرضى نفسيون، يفتقدون القدرة على الحكم النزيه على الأشياء. يقول توفيق الحكيم: "الفارق الوحيد بين الإنسان والحيوان هو الضمير"، وهم منزوعو الضمير، لا يُعوَّل عليهم في شيء، خيرهم شر، وشرهم خير، يتقربون لأسيادهم زُلفى بالتطاول على رجل ذي مقام رفيع، هم دونه في كل شيء. ألا تستحون؟ تارةً.. تشتمون الرجل، وتارةً أخرى.. تناطحون المؤسسة الأزهرية ورموزها وعلماءها الأفاضل، وتارة ثالثة.. تحتفون بكل خارج عن تقاليدها الراسخة. تصرفات هيستيرية لا يُقِدم عليها سوى مجاذيب مجانين.
 ما الجريمة الي اقترفها الإمام الأكبر؛ حتى يكون عُرضة لسخائم وسخائف يرددها معاتيه؛ ليضمنوا لأنفسهم موضعًا هنا أو هناك؟  ألا يخجل هؤلاء الصغار من أن يكون موقفهم من شيخ الأزهر الشريف هو نفسه موقف الكيان الصهيوني منه؟!  كلا الجانبين يستخدم مفردات واحدة وحيثيات متشابهة. تشابهت قلوبهم، وتناسخت ضمائرهم، هم العدو فاحذرهم." يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ". 
ولأنهم يظنون أنهم مُحصنون، ويلهوون في منطقة آمنة، فإنهم يُصرون على عنادهم وخصومتهم المفتعلة، وهي إلى الفساد الممنهج أقرب، "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ. أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ". عُتُلٌ زَنِيمٌ من هذا الفريق الضال من "عرائس الماريونت" يسأل الإمام الأكبر هازئًا: "هل ضميرك مستريح"؟! يا للهول، ماذا فعل الرجل أيها الصغير خالي الضمير؛ حتى تتطاوَل عليه تطاوُل السفهاء، وأنت لا يمكن أن تفتح فاك أمام شرطي بلا أية رتُبة؟ "وإن كنت نسيت اللي جرى قديمًا وحديثًا، فنحن لا ننسى"!
 هذه الحملة الشرسة آن لها تتوقف، وآن لهذا النمل أن يدخل مساكنه، وآن لمَن لم يُعلمه ذووه الأدب أن يتعلم، وآن لهؤلاء المستهزئين أن يلزموا الصمت. هذه مسرحية هزلية، طالت فصولها، وتكررت مشاهدها، وأضحت شديدة الملل؛ فالمؤلف بليد جدًا، والمؤدون أشد بلاهة، والمخرج أكثر سذاجة!