في تصريح أثار جدلاً واسعاً وتفاعلاً كبيراً، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم أمس ليعلن في مؤتمر صحفي أن جيش الاحتلال نجح في تدمير 70% من القدرة الصاروخية لحزب الله اللبناني.
تحدث نتنياهو بحماسة بالغة، متفاخراً كما لو أن المعركة مع حزب الله قد حُسمت وأن المقاومة اللبنانية أصبحت على شفا الانهيار.
تصريحات نتنياهو بين الانتشاء والادعاء
نتنياهو وصف العمليات الإسرائيلية الأخيرة ضد مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان بأنها "الأكثر نجاحاً" منذ سنوات، مؤكداً أن الحزب يواجه الآن أزمة غير مسبوقة نتيجة استهداف مخازن صواريخه ومنظوماته الدفاعية. وأشار إلى أن إسرائيل تمكنت من "إضعاف بنية حزب الله العسكرية وشل قدراته الهجومية".
لم يتوقف نتنياهو عند هذا الحد، بل ذهب إلى حد التفاخر بما أسماه "قدرة الاستخبارات الإسرائيلية" على اختراق صفوف الحزب، وهو ما مهد، بحسب زعمه، لضربات دقيقة أطاحت بـ70% من مخزون الحزب الصاروخي.
الرد المزلزل: صواريخ المقاومة تضرب تل أبيب
لم تمضِ سوى ساعات قليلة على تصريحات نتنياهو، حتى جاء الرد من حزب الله سريعاً وحاسماً، لينسف ما وصفه محللون عسكريون بـ"أوهام الانتصار الإسرائيلي". المقاومة اللبنانية أطلقت رشقة صاروخية هي الأكبر من نوعها باتجاه المدن الإسرائيلية، مستهدفة بشكل مباشر العاصمة تل أبيب وأبراجها السكنية، إلى جانب مواقع حيوية أخرى.
الصواريخ أصابت أهدافها بدقة غير مسبوقة، ما أدى إلى تدمير عدد من الأبراج السكنية بشكل كامل وإلحاق أضرار واسعة في البنية التحتية للمدينة. المشاهد التي انتشرت على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أظهرت أعمدة الدخان تتصاعد من تل أبيب، وسط حالة من الذعر بين السكان ومحاولات يائسة من منظومة "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ.
سقوط الرواية الإسرائيلية
الرد الصاروخي لحزب الله لم يقتصر على التدمير المادي، بل حمل رسالة سياسية وعسكرية واضحة: المقاومة ما زالت تملك القدرة على الرد وبقوة، وأن تصريحات نتنياهو عن تدمير القدرات الصاروخية لحزب الله لا تعدو كونها دعاية إعلامية فارغة تهدف إلى رفع معنويات الداخل الإسرائيلي المتأزم.
محللون عسكريون إسرائيليون أكدوا أن الهجوم الأخير فضح ضعف منظومة الدفاع الإسرائيلية وأثبت أن حزب الله يمتلك ترسانة صاروخية متطورة قادرة على تجاوز القبة الحديدية وتوجيه ضربات موجعة.
تبعات الهجوم
الهجوم الصاروخي الكبير على تل أبيب خلق حالة من الإرباك في صفوف القيادة الإسرائيلية، حيث عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) اجتماعاً طارئاً لمناقشة التصعيد الخطير. في الوقت نفسه، ارتفعت الأصوات داخل إسرائيل مطالبة بإقالة نتنياهو وتحميله مسؤولية ما وصفوه بـ"الفشل الاستخباراتي والعسكري" في التعامل مع حزب الله.
ختاماً
تصريحات نتنياهو التي أراد من خلالها تصوير نفسه كقائد حازم وناجح انقلبت عليه سريعاً، بعد أن أثبتت صواريخ حزب الله أن المقاومة اللبنانية ما زالت قادرة على الردع وتغيير المعادلة في لحظات. المشهد الحالي لا يشير فقط إلى فشل السياسات الإسرائيلية، بل يضع علامة استفهام كبرى حول مستقبل المواجهة مع حزب الله، في ظل ميزان قوة باتت المقاومة تفرض فيه كلمتها بقوة الصواريخ.