أرشيفية
كشفت مصادر مطلعة على اد المفاوضات الجارية لوقف الحرب بين إسرائيل ولبنان عن تفاصيل مسودة اقتراح هدنة قدمتها الولايات المتحدة إلى السلطات اللبنانية. وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، تتضمن المسودة بندًا رئيسيًا ينص على انسحاب "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني، على أن يتولى الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" التابعة للأمم المتحدة مهمة منع عودة الجماعة جنوبًا.
الضمانات و"النقطة الشائكة"
تشير المسودة إلى وجود "نقطة شائكة" تتعلق بضمان أن تلتزم إسرائيل بوقف إطلاق النار في حال فشل الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" في تنفيذ مهامهم. ويعكس هذا البند انعدام الثقة المتبادل بين الطرفين بشأن تنفيذ بنود الاتفاق.
تحركات إسرائيلية لإضعاف "حزب الله"
ووفقًا لمصادر إسرائيلية، تسعى تل أبيب إلى استغلال الهدنة لإضعاف "حزب الله" بشكل دائم، من خلال استهداف مخازنه العسكرية يوميًا ومنع إعادة تسليحه. وقد طلبت إسرائيل دعمًا من روسيا لمنع تهريب الأسلحة عبر الأراضي السورية إلى لبنان، وفقًا لما أوردته صحيفة جويش إنسايدر.
مشاركة دولية وأمريكية مباشرة
تتضمن المسودة أيضًا بندًا بمشاركة واشنطن مباشرة في مراقبة تنفيذ الهدنة لضمان عدم إعادة تسليح "حزب الله" جنوب لبنان. كما أبدت دول مثل بريطانيا وفرنسا استعدادها للمشاركة في الحفاظ على وقف إطلاق النار، باستخدام تقنيات مراقبة متقدمة وعناصر بشرية.
تصعيد عسكري "ذو حدين"
على الأرض، أعلنت إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في جنوب لبنان، حيث وصف محللون هذا التحرك بـ"السلاح ذو الحدين". فبينما يهدف إلى الضغط على "حزب الله" خلال مفاوضات الهدنة، قد يؤدي إلى تصعيد شامل يطيل أمد الصراع.
"حزب الله" يستعد لحرب استنزاف طويلة
في المقابل، كشفت مصادر لبنانية أن "حزب الله" يجهز لحرب استنزاف طويلة الأمد، بقيادة عسكرية جديدة تدير إطلاق الصواريخ والعمليات البرية. وأكد مصدر مقرب من الحزب أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى إبقاء إسرائيل في حالة استنزاف مستمرة.
جهود إقليمية ودولية
فيما يخص الجهود الدبلوماسية، ناقش المسؤول الإيراني علي لاريجاني مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الخطط المقترحة لوقف إطلاق النار. كما أبلغت السفيرة الأمريكية لدى لبنان بري رسميًا بمسودة الهدنة، ما يشير إلى تقدم في الاتصالات، لكن بوتيرة بطيئة.
تحديات أمام الهدنة
يبقى نجاح هذه المسودة رهينًا بمدى التزام الأطراف المعنية، وقدرتها على تجاوز النقاط الشائكة، في ظل استمرار التوترات الميدانية والسياسية.