محمد أبو زيد
بدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي تدفع فاتورة أكبر حروب الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث، والتي تقوم بها بمنتهى الإجرام في قطاع غزة منذ أكثر من عام وراح ضحيتها ما يقارب ال50 الف شهيد.
قيام مشجعي فريق أياكس امسترادام بسحل الإسرائيليين في قلب شوراع أمسترادم أثلج صدور كل الأحرار في العالم.
وسواء تم الترتيب لهذه العملية مسبقا ، أو تمت بطريقة عفوية، فهي نقطة البداية في الفاتورة الباهظة، التي يجب أن تدفعها دولة الاحتلال الإسرائيلي، بعدما ارتكبت جرائم في غزة بكت لها السماء والأرض، وانفطرت لها قلوب الملايين في العالم.
منظر الرعب الذي سيطر على المشجعين الإسرائيلين وهم يتعرضون للسحل والضرب من أجل أن ينطقوا بجملة " فلسطين حرة " FREE palatine", أثبت أن العالم ما زال فيه رجال لهم قلوب تنبض وعزيَمة لا تيأس ورجولة لا يخالطها عرق النساء وقوة بأس لا يعرفها الحكام العرب.
لقد تحول المشهد بشكل مثير ودراماتيكي، حيث كانت البداية كالتالي.. آلاف من مشجعي دولة الاحتلال تسيطر عليهم غطرسة مجرم الحرب المطلوب للجنائية الدولية بنيامين يرددون هتافات مناهضة لغزة وفلسطين، ورفضوا حتى أن يقفوا دقيقة حداد على أرواح ضحايا السيول في أسبانيا عقابا لها على موقفها المناهض لدولة الاحتلال وجرائمها في غزة.
وبعد نهاية المباراة انقلبت الغطرسة إلى توسلات بالصفح اثناء سحلهم،
انقض عليهم آلالاف من مشجعي أياكس امسترادام وسحلوهم، صرخوا في وجوهم صرخة كل الاحرار في العالم "الحرية لفلسطين"، قالوا لهم هذه العلقة الساخنة من أجل الأطفال الذين تقتلوهم في غزة.
كان نظرات المغشي عليه من الرعب والموت تسيطر على ملامح المشجعين الإسرائيليين، كانوا يتوسلون بكل الطرق للشباب أن يتركوهم.
لقد اذاقهم رجال أمستردام الذين رفعوا رأسنا ورأس غزة عالية شامخة من نفس الكأس،كأس الرعب.
ما حدث في أمستردام قام بها رجال وشباب، أثبتوا للعالم ان فلسطين لن تموت وغزة لن تموت وان ما حدث غيض من فيض وأنه لن ينعم الإسرائيلين مطلقا بالأمن طالما غزة مذبوحة وفلسطين جريحة
ما حدث في شوارع أمستردام كان بمثابة صرخة انتقام تتجاوز الحدود والقارات، تجسد فيه زخم من العزيمة والغضب الشعبي. تهاوت عنجهية الإسرائيليين الذين وجدوا أنفسهم في نهاية المطاف، خاضعين يتوسلون الرحمة من هول ما رأوا.
لقد كان هذا الحدث رسالة لا لبس فيها أن العالم لم يعُد صامتاً على جرائم الاحتلال، وأن صوت الشعوب ما زال نابضاً بالعدالة والحرية. كأن أمستردام قد احتضنت الغضب الذي خنق قلوب الكثيرين، لترسل رسالة حاسمة؛ أن الإسرائيلي لن ينعم بالأمن طالما غزة مذبوحة، وأن الطغيان لا يدوم.
أحداث أمستردام... بداية لانتفاضة عالمية؟
من المتوقع بحتمية التاريخ أن ما جرى في هولندا يمكن أن يكون الشرارة الأولى لسلسلة من الأحداث المشابهة في عواصم أوروبية أخرى، مع تعالي الأصوات المطالبة بالعدالة للفلسطينيين. فالصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وأظهرت الإسرائيليين يتعرضون للضرب والسحل قد أشعلت مشاعر الأمل في قلوب الملايين حول العالم. وربما، مع تزايد الضغط الشعبي، سنرى مشاهد مشابهة في شوارع لندن، وباريس، وبرلين، ومدن أخرى، في تعبير جماهيري عن التضامن مع غزة والاحتجاج على جرائم الاحتلال.
إن ما حدث في أمستردام أثبت أن الغضب العالمي تجاه ما يحدث في غزة قد بلغ ذروته، وأن المجتمعات لم تعد تتحمل رؤية صور الأطفال والنساء وهم يقتلون بدم بارد. هذا الغضب العارم يمكن أن يتحول إلى حركة عالمية ضد الاحتلال، تهدف إلى تذكير إسرائيل وحلفائها أن كل جريمة في غزة ستقابل برد فعل شعبي غاضب، وأن الطريق نحو الحرية لفلسطين لن يتوقف.