السيارة"الخنفسة"
في ستينيات القرن الماضي، غزت شوارع مصر سيارة مميزة أصبحت أيقونة من أيقونات تلك الحقبة، حيث أطلق عليها المصريون اسم "الخفنسة"، وهو اللقب الذي ارتبط بسيارة "فولكس فاجن بيتل" الشهيرة.
لم تكن "الخفنسة" مجرد وسيلة نقل، بل تجاوزت ذلك لتصبح رمزاً للأناقة والبساطة، خصوصاً بين السيدات اللواتي وجدن فيها مزيجاً من العملية والجاذبية.
أحبّت السيدات هذه السيارة الصغيرة بتصميمها الدائري الفريد، والذي جعلها ملائمة تماماً لحياة المدن المزدحمة، حيث كانت تُسهل القيادة وتوفر لهن الاستقلال والتنقل بأناقة.
تميزت "الخنفسة" بقدرتها على الاقتصاد في استهلاك الوقود، وهي ميزة جعلتها مرغوبة في وقت كانت تواجه فيه مصر تحديات اقتصادية، مما جعلها خياراً عملياً ومثالياً للعديد من النساء.
رغم بساطتها، كانت "الخنفسة" تتمتع بجاذبية لا تخطئها العين، وقدرتها على التعبير عن شخصية قائدتها.
كما رافقتها شهرة عالمية، حيث ظهرت في العديد من الأفلام الأجنبية، مما أضاف لها طابعاً عصرياً وارتبطت بالموضة العالمية. النساء اللاتي امتلكن "الخفنسة" كن يُعتبرن متحررات ومستقلات، يعبرن عن شخصياتهن الفريدة وسط مجتمع تقليدي.
واليوم، رغم مرور عقود، لا تزال "الخنفسة" تسكن ذاكرة المصريين بحنين إلى تلك الفترة، ومع عودة الاهتمام بالسيارات الكلاسيكية، وجد محبو التراث في "الخنفسة" رمزاً خالداً للماضي الجميل، يعيد إحياء ذكريات زمن البساطة والجمال.