تقف مقابر الإمام الشافعي في قلب القاهرة شاهدةً على تاريخ إسلامي عريق يمتد لأكثر من ألف عام، حيث تحتضن ضريح الإمام الشافعي، أحد أئمة الفقه الإسلامي الأربعة، ومجموعة من المقابر التي تعود لعصور الفاطميين والمماليك.
وتتميز هذه المنطقة بجمالها المعماري وزخارفها الإسلامية الرائعة، مما جعلها من أبرز المعالم التراثية في مصر.
لكن على الرغم من هذا الإرث التاريخي، تواجه مقابر الإمام الشافعي أخطارًا تهدد بقاءها، فالتوسع العمراني العشوائي والزحف الحضري يتسببان في تشويه المنطقة وإلحاق الضرر بمعالمها التاريخية، إلى جانب ضعف الاهتمام الحكومي بعمليات الصيانة والترميم التي تحتاجها المنطقة بصفة مستمرة.
كما يتفاقم الوضع بتلوث الهواء والمياه الجوفية التي تؤدي إلى تآكل النقوش والزخارف الإسلامية الدقيقة، مما يهدد بانهيار هذه المعالم على المدى الطويل.
يؤكد الخبراء ضرورة وضع خطة شاملة وميزانيات كافية لإنقاذ هذا الموقع التاريخي، مع تعزيز دور المجتمع المدني لضمان الحفاظ على هذا الإرث الثقافي للأجيال القادمة، ليظل شاهدًا على عظمة الحضارة الإسلامية في مصر.