أكد مصدر بوزارة البترول أن الحكومة المصرية طلبت من إسرائيل زيادة واردات الغاز الإسرائيلي إلى مصر لتلبية الطلب المحلي.
وأضاف المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه أن الحكومة المصرية طلبت من الجانب الإسرائيلي زيادة واردات الغاز بنسبة 10% لتصل إلى نحو 1.1 مليار قدم مكعب يوميًا، ويأتي هذا الطلب في ظل تراجع إنتاج الغاز الطبيعي محليًا وزيادة الاعتماد على الاستيراد.
كيف تحولت مصر من دولة مصدرة للغاز إلى مستوردة له؟
شهد قطاع الغاز في مصر تراجعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث تحولت البلاد من دولة كانت تصدر الغاز الطبيعي لدول الجوار إلى دولة مستوردة له.
يعود هذا التراجع إلى عدة عوامل، أهمها انخفاض إنتاج حقل "ظهر" الضخم، الذي كان يُعتبر الركيزة الأساسية لإمدادات الغاز المصرية. فمع مرور الوقت، بدأ الإنتاج في التراجع، مما أثر سلبًا على القدرات الإنتاجية المحلية.
إضافة إلى ذلك، تعاني مصر من توقف عدد من مشاريع استكشاف الغاز بسبب تراكم الديون الحكومية للشريك الأجنبي، الذي أوقف بدوره الاستثمارات الجديدة.
وكانت على رأس الشركات التي أوقفت عملها في مجال استكشافات الغاز شركة "إيني" الإيطالية، صاحبة امتياز حفر حقل ظهر. وقد أثر هذا الوضع بشكل كبير على القدرات الاستكشافية والتنموية في قطاع الغاز المصري، مما حدّ من إمكانات تعويض النقص في الإنتاج عبر تطوير حقول جديدة.
من التصدير إلى الاستيراد.. واقع جديد للطاقة في مصر
في السنوات السابقة، كانت مصر تصدر الغاز إلى دول مجاورة، بما في ذلك إسرائيل، في إطار اتفاقيات تصديرية وُقعت قبل أن تصبح مصر مركزًا محوريًا لإنتاج الغاز في المنطقة.
ولكن التحولات الاقتصادية العالمية وتراجع الإنتاج المحلي غيّرت مسار المعادلة تمامًا، ونتيجة لذلك، أصبحت مصر تعتمد الآن على إسرائيل لاستيراد الغاز لتلبية الطلب الداخلي، في تحول جذري للسياسة الطاقوية المصرية.
وتعد هذه التحولات نتيجة لتغيرات استراتيجية في السياسة الاقتصادية، إلى جانب الضغوط المالية التي تواجهها الحكومة المصرية، مما دفعها إلى البحث عن حلول سريعة ومستدامة لتأمين احتياجات الطاقة للمواطنين والصناعات، خاصة أن نقص الغاز كان السبب الرئيسي في أزمة تخفيف الأحمال التي استمرت في مصر لمدة عامين وتسببت في حالة سخط شعبي غير عادي.
وفي كل الحالات، سواء كانت مصر تصدّر الغاز لإسرائيل كما حدث في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، حتى لو كان ذلك عبر شركات خاصة مثل شركة حسين سالم، أو تقوم باستيراد الغاز منها بكميات كبيرة كما يحدث اليوم، فإن هذا الأمر يقابله رفض واستهجان شعبي واسع بسبب الجرائم التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي في غزة وحرب الإبادة الجماعية غير المسبوقة التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة ولبنان.