توصل فريق من العلماء بقيادة بريطانية، بعد أشهر من الرحلات الاستكشافية عبر المحيط الأطلسي، إلى اكتشاف علمي مهم يشير إلى أن طبقة رقيقة جدًا من المياه السطحية الباردة، لا يتجاوز عمقها 2 ميليمتر، تساهم في زيادة قدرة المحيطات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
دور "جلد المحيط" في امتصاص الكربون
وفقًا لما نشرته صحيفة "الجارديان"، لاحظ العلماء أن هناك فرقًا طفيفًا في درجة الحرارة بين "جلد المحيط" - الطبقة العليا من الماء - والطبقات العميقة تحته، مما يخلق واجهة تسهم في امتصاص المزيد من ثاني أكسيد الكربون. وتم استخدام معدات دقيقة جدًا لقياس درجات الحرارة وتسجيل التغيرات في تركيز ثاني أكسيد الكربون في الهواء المتحرك نحو سطح المحيط.
أهمية الاكتشاف في تطوير نماذج المناخ
أشارت الدراسة إلى أن المحيطات تمتص حوالي ربع الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الأنشطة البشرية، ما يجعل هذا البحث ضروريًا لتطوير نماذج المناخ العالمية. وأوضح دانييل فورد، الباحث بجامعة إكستر، أن هذا الاكتشاف يأتي في وقت مناسب مع اقتراب انعقاد مؤتمر الأطراف لتغير المناخ COP29 الشهر المقبل، حيث يمكن أن يسهم في تحسين تقييمات الكربون العالمية المستخدمة لتوجيه السياسات المناخية.
رحلة بحثية مليئة بالتحديات
استغرقت الرحلة الاستكشافية عبر سفينة الأبحاث RRS Discovery سبعة أسابيع، قطعت خلالها مسافات شاسعة بين ساوثهامبتون وبونتا أريناس في تشيلي، وواجهت تحديات كثيرة أبرزها الأمواج الهائجة في شمال الأطلسي وبالقرب من جزر فوكلاند. لكن الفريق حصل على فترة راحة عند الاقتراب من خط الاستواء، حيث كانت المياه هادئة كالمرايا، مما أتاح لهم فرصة لإتمام القياسات الدقيقة في ظروف مثالية.
تعتبر الطبقة الرقيقة التي تبلغ سماكتها 2 ميليمتر أكثر برودة بفعل "تأثير الجلد البارد"، حيث يفقد الماء الحرارة خلال تواصله المباشر مع الهواء، وهو ما يعزز دوره في امتصاص الكربون وتحقيق التوازن البيئي في المحيطات.