في
ظل تصاعد التوترات العسكرية، وتوالي العمليات في قطاع غزة، نشر تقرير في صحيفة يديعوت
أحرونوت عن حادثة انتحار الطيار "أساف دغان"، الذي خدم في وحدة المظليين
وسلاح الجو بجيش الاحتلال الإسرائيلي.
جاءت
الحادثة لتعكس تداعيات نفسية جسيمة على الجنود الإسرائيليين، حيث يعاني العديد منهم
من اضطرابات ما بعد الصدمة بسبب الحروب والمواجهات المتواصلة.
التفاصيل الشخصية والظروف النفسية
دغان،
الذي قضى حياته المهنية في وحدات قتالية، وأعمال إجرامية تمثلت في قتل الآلاف من الأبرياء
في غزة، واجه معاناة نفسية عميقة.
وأفادت
والدته أنه انعزل تدريجيًا، وأصبح يفضل الابتعاد عن الضجيج والعزلة عن الناس.
وأضافت:
"لاحظت تغيّرات كبيرة في سلوكه، كان يُنكر ما يمر به من صراعات داخلية، وتواصلت
مع القوات الجوية لإيقاف رحلاته الجوية، وبعد أن توقفت، انتقل إلى الخدمة الاحتياطية
في كريا، حيث استمر بالخدمة مرة في الأسبوع".
وبعد
صراع طويل مع حالته النفسية، ترك أساف دغان رسالة وداع لوالدته كتب فيها: "أمي،
أعز الناس عليّ، أكتب لك هذه الرسالة وأعلم أنني وجدت الراحة". كانت كلماته الأخيرة
تعبيرًا عن ألم غير مرئي، أوجده صراع النفس بعد الحروب.
أزمة الانتحار بين جنود الجيش
لا
تُعدّ حالة دغان فريدة من نوعها؛ فقد أظهرت تقارير عسكرية أن عدد الجنود الإسرائيليين
الذين أقدموا على الانتحار منذ بداية العملية العسكرية الأخيرة على غزة ارتفع بشكل
مقلق. تأتي هذه الأرقام وسط تزايد حالات رفض الجنود الاحتياطيين لأداء الخدمة العسكرية،
مشيرين إلى ضغوط نفسية وانقسامات داخلية تتزايد يومًا بعد يوم.
تحديات تواجه الجيش الإسرائيلي
تؤكد
حادثة انتحار دغان وغيره من الجنود على وجود أزمة حقيقية داخل الجيش الإسرائيلي، تتمثل
في غياب الدعم النفسي الكافي للجنود، وتزايد رفض الخدمة الاحتياطية، ما يعكس تفاقم
الأثر النفسي على الجنود مع مرور الوقت واستمرار النزاعات.