أكد
الدكتور سمير صبري، مقرر لجنة الاستثمار المحلي والخاص والأجنبي بالحوار الوطني، أن
مشاركة مصر في قمة البريكس لعام 2024 تعكس رؤية متكاملة للعلاقات بين الدول، مشيرا
إلى أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي قدمت برنامج عمل شامل وخارطة طريق لدول المجموعة،
بهدف تعزيز التعاون والتكامل بينها من أجل تحقيق التنمية المستدامة من خلال تبني برامج
تنموية تتماشى مع متطلبات وطموحات كل دولة عضو في المجموعة.
وأوضح
صبري أن الملفات المطروحة في القمة تشمل مجموعة متنوعة من الموضوعات الاقتصادية والسياسية،
مع التركيز على زيادة التبادل التجاري بين الدول الأعضاء ووضع مفاهيم واضحة لتنظيم
هذا التبادل التجاري، وكذلك استحداث مقترحات تدعم زيادة انسيابية السلع بين دول البريكس
كما تطرق إلى نظام المعاملات المالية المقترح، مثل استخدام آلية تبادل البضائع مقابل
بضائع أخرى، يتم تقييمها بأسعار الدولار أو من خلال العملات المحلية لكل دولة.
وأضاف
أن الشراكات الاستراتيجية بين الدول الأعضاء كانت حاضرة بقوة في قمة بريكس 2024 في
روسيا، مؤكدًا أن إزالة العوائق أمام الاستثمار بين هذه الدول تعد من أبرز المحاور
المطروحة حيث تسعي الدول الأعضاء لتقسيم الأدوار بين من يملك الموارد الطبيعية، ومن
يملك القوى البشرية، ومن يتمتع بالتكنولوجيا والتصنيع، مما يعزز من قوة التكتل اقتصاديًا،
ويجعله نموذجًا متميزًا على الساحة الدولية.
وحول
استعدادات مصر لهذه القمة، أشار صبري إلى الجهود الحكومية المكثفة التي قادتها وزارة
التخطيط والتعاون الدولي والتنمية الاقتصادية بالتنسيق مع مجلس الوزراء بالإضافة إلى
دور الوحدة المختصة بانضمام مصر لتكتل البريكس، والجهود التي بذلت لجذب شراكات من القطاع
الخاص المصري وشركائه مع الدول الأعضاء.
وتحدث
صبري عن خطة مصر للانضمام إلى البريكس منذ إعلان انضمامها الرسمي في يناير 2023، حيث
أُنشئت لجنة حكومية لدراسة الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة وأهمية زيادة حجم التبادل
التجاري بين مصر ودول المجموعة، وتعزيز صادراتنا السلعية والخدمية، مشيرًا إلى أن الصين
هي الشريك التجاري الأكبر لمصر ضمن دول البريكس.
وأكد
أن هناك جهودًا كبيرة تُبذل لجذب الاستثمارات المباشرة من دول البريكس، وتفعيل خطط
عمل لتوسيع حجم التبادل التجاري وضبط الميزان التجاري مشددا على أهمية تشكيل لجنة تنفيذية
مصرية داخل البريكس، فضلًا عن فتح قنوات تواصل مع سفراء الدول الأعضاء والمستثمرين
لجذب المزيد من الاستثمارات وفتح أسواق جديدة للصادرات المصرية.
وأكد
صبري أن انضمام مصر للبريكس يمنحها ميزة تفاوضية كبيرة على مستوى القارة الإفريقية،
مشيرًا إلى أن مصر ستلعب دورًا مهمًا كممثل رئيسي لإفريقيا داخل التكتل، مما يعزز من
قدرتها على الاستفادة من الفرص الاقتصادية المتاحة.