رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

وليد بركات يكتب :نقطة ومن أول العمر "قصة قصيرة"

المصير

السبت, 19 أكتوبر, 2024

07:10 م

ارتشف ما تبقي من فنجان القهوة وبدأ يحرك قلمه فوق  السطور.

ستظل دوما تلك النافذة التى ارى من خلالها العالم . وستبقى للأبد فكرتي الوحيدة بكون لا اباليه

سعيدة أنا  برؤية عالمي بامتداد أناملك.

معلوم لي ضوء فنارك . فغارت النجوم من اهمالى لها فى رحلتى السرمدية منك وإليك .
  فكيف لعينياى أن تضل الطريق وأنت  مرش.......؟
وقبل نهاية أحرف الكلمة سرت قشعريرة في جسده وتجمدت أطرافه  وهو  يسمع صوت نسائى من خلفه  يحدثه وكأنه صدى ينبعث من كهف زمن موازى
  - ماذا تكتب …؟!
  بخوف مختلطا برهبة رفع مقلتيه ليجد أمامه امرأة في مقتبل العمر ..وفقط ! فلم يكن ضمن ملامحها مايراه مستحقا للوصف كانت عادية ..عادية وفقط .
بصوت مرتعش أجاب :
     -  من أنت ؟
     - ألا تعرفنى ألم تراني من قبل..؟
  عينيه ترسل إلى أرشيف العقل ليبحث هل رٱها من قبل ؟
ليجيب لسانه بإقرار من عقله
- واثق أننا لم نلتقي من قبل و
و واثق ايضا أنني هنا بمفردي
كيف تسللتي و...؟
  قاطعته بابتسامة ساخرة وصوت هادىء .

- أنا  تلك الحروف المتتاثرة على كل اوراقك  ينحتها سن قلمك.


كل الترهات الموجودة في عقلك..
    تلك الانثي التى جسدها خيالك   ويزهو بها قلبك !
  خبرني بربك ..من وكلك للحديث نيابة عني ؟. من أعلن موافقتي على كل ماتصف به نفسك من خلالي ؟

     _ اردت فقط ان اكتب عن مشاعرك تجاهي و...
      - وماذا ؟
تكتب بلساني لترى نفسك كما تريد ..لتشبع انانية كونك وعجرفة بني جنسك معا .
تكتب بلساني لتمتلك اعترافات لايصدقها سواك أنك الافضل ..الاجمل ..الاكثر  رجولة .
كان يتأملها ليراها كأنها تتبدل
يالله كيف لم انتبه لكل هذا الجمال ؟. لون عينيها الذى يباهى بزرقته سماء حازته.
بشرتها الصافية وشعرها الكستنائي المنسدل كأنه مفازات عشق مترامية الأطراف .
تابعت بنفس رقتها الطاعنة فى العتاب ..
تكتب لترى نفسك غير مكترثا بما يراك عليه الٱخر .
هوت بجملتها الأخيرة على قلبه ..كمطرقة هدمت السد فايقظت المارد ..
ناظرا إليه بخزى من أقامت عليه الحجة ...
  دعيني أعترف بصدقك وغروري.
اعترف بحقيقتك وزيفي
  لا املك سوى ان اطلب منك صك الغفران ...
فهل  تقبلين اعتذاري ؟
سأكتفي بكتابة مشاعري وفقط وساترك لك حروف كون اشقاه غرورى واسعده صدقك لتملأى أركانه بياسمينك.

بابتسامة مودع راضي لوحت له وهى تجمع بين يديها كل ماخطته انامله عنها .
   بادلها تلك الإبتسامة المطمئنة  متحررا من دهشة اللقاء وخوفه  .
ممسكا بقلمه وكانها المرة الأولى ليكتب ..
ترفقي بقلبي فهو لا يحتمل أن يراك كل يوم مختلفة ..متجددة ..لاتشبهين إلا نفسك

تعلمين أن دفعك لي نحو تلك القمة هو أجمل أحلامي
ولكنك لا تعلمين أبدا أني بكل كياني أتمني لو طال زمن تلك الرحلة .
فلتخفضي السرعة ودعيني أستمتع بدفعك لي إلي القمة .
فمتعتي ليست هناك ولكن في تلك اللمسات التي تدفعني إليها....
كانت أولى كتاباته
و....نقطة ومن أول العمر ..