في ندوة كبيرة نظمتها *دار الإفتاء المصرية* تحت عنوان "الفتوى وبناء الإنسان"، تم تسليط الضوء على تأثير الفتاوى الوسطية في تشكيل شخصية الفرد وبناء مجتمع متماسك. حضر الندوة نخبة من العلماء والمفكرين الذين ناقشوا الدور المحوري للفتوى في مواجهة تحديات العصر وتوجيه المجتمع نحو قيم الاعتدال.
أكد *الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الفتوى الوسطية ليست مجرد أداة دينية، بل هي ركيزة أساسية في بناء المجتمعات على أسس علمية وروحية متوازنة. مشيرًا إلى أن الفتوى الصحيحة تعزز القيم الروحية، وتدعم بناء إنسان سليم قادر على النهوض بوطنه. وأكد عياد أن هدف الفتوى هو إعادة بناء الإنسان ليكون قادرًا على تأدية وظائفه الدينية والوطنية بجدارة.
null
خطر الفتاوى الشاذة: هدم للإنسان وتشويه للمعرفة
في المقابل، حذر عياد من خطورة الفتاوى الشاذة التي تضر بالمجتمع، مؤكدًا أنها تهدم الفكر وتشوه الثقافة. وأضاف أن هذه الفتاوى تخلق أفرادًا مهزوزين نفسيًا وعقائديًا، وتُبعدهم عن النهضة الحضارية. وتابع بأن الإسلام قد منح الإنسان الحرية الكاملة لاختيار الإيمان، ما يعزز من قيمة الفتوى الوسطية التي تبني الإنسان بدلاً من هدمه.
null
مواجهة الفتاوى غير المتخصصة: الإنترنت كخطر جديد
أشار *الدكتور محمد الجندي*، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن الاعتماد على فتاوى غير المتخصصين المنتشرة عبر الإنترنت يشكل خطرًا كبيرًا على المجتمعات. فقد تؤدي هذه الفتاوى العشوائية إلى تشويش العقول وإثارة الفتن. وأكد أن الفتوى يجب أن تستند إلى مقاصد الشريعة وتراعى حاجات الناس ومستجدات العصر.
null
دور المرأة في نشر الفتوى الصحيحة
أكدت *الدكتورة نهلة الصعيدي*، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، على أهمية دور المرأة في نشر الوعي الديني الصحيح. فالمرأة هي عماد الأسرة، ومن خلالها يمكن بناء أجيال قادرة على مواجهة الفتاوى الشاذة التي تهدد استقرار المجتمع. ودعت إلى تعزيز دور المرأة في هذا المجال من خلال توفير التعليم الديني المناسب لها.
الفتوى: بين بناء الإنسان وتحديات العصر
في ختام الندوة، تم التأكيد على أن الفتوى الوسطية تلعب دورًا حاسمًا في بناء الإنسان من خلال تعزيز القيم الإنسانية والدينية، في حين أن الفتاوى الشاذة تشكل خطرًا يهدد استقرار الأفراد والمجتمعات. ودعت الندوة إلى ضرورة تكاتف الجهود بين المؤسسات الدينية والمجتمعية لمواجهة هذه التحديات.