يعد مرض السكري من النوع الأول أحد الأمراض المزمنة التي تؤثر بشكل كبير على حياة المراهقين، حيث يتطلب مراقبة مستمرة وتحكم دقيق بمستويات السكر في الدم. ومع ذلك، فإن المخاطر المرتبطة به لا تتوقف عند حدود التعامل اليومي مع المرض، بل تمتد لتشمل مضاعفات صحية خطيرة يمكن أن تؤثر سلباً على حياة المراهقين.
من أبرز هذه المخاطر زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب والشرايين، حيث يؤدي عدم التحكم الجيد بمستويات السكر إلى تلف الأوعية الدموية بمرور الوقت، مما يزيد من فرص الإصابة بأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية في سن مبكرة. كذلك، فإن المراهقين المصابين بالسكري من النوع الأول معرضون أكثر للإصابة بأمراض الكلى نتيجة ارتفاع مستويات السكر لفترات طويلة، والتي قد تؤدي في النهاية إلى الفشل الكلوي.
يضاف إلى ذلك أن التغيرات النفسية والسلوكية المرتبطة بالمراهقة تجعل التعامل مع المرض أكثر تعقيدًا، حيث يعاني بعض المراهقين من شعور بالإحباط أو العزلة نتيجة التحديات المستمرة التي يفرضها عليهم المرض. يمكن أن يؤدي هذا إلى إهمال العلاج أو عدم الالتزام بنظام غذائي صحي، مما يزيد من خطورة المضاعفات.
التوعية والدعم النفسي هما من الأدوات الأساسية للتخفيف من حدة هذه المخاطر، حيث يساعد الأهل والأطباء في توجيه المراهقين نحو عادات صحية ومراقبة دقيقة للحالة الصحية. كما أن التشجيع على الانخراط في الأنشطة البدنية وتقديم الدعم النفسي يساعدان في تحسين جودة الحياة والتكيف مع التحديات اليومية. في النهاية، السيطرة على السكري من النوع الأول تعتمد على الجهد المشترك بين المراهقين وأسرهم والفريق الطبي.