عاد محمد الضيف قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس و العدو رقم 1 لإسرائيل لصدارة المشهد مجددا على منصة إكس في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى.
ففي مثل هذا اليوم من العام الماضي كان محمد الضيف هو أول من أعلن عن بدء طوفان الأقصى وبدء عملية السابع من أكتوبر ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، والتي الحقت هزيمة ساحقة بالكيان الصهيوني لن يمحو آثارها الدهر كله.
الضيف، الذي يوصف بأنه "الشبح" و"العدو رقم 1" لإسرائيل، يواصل إثارة الرعب في أوساط الأمن الإسرائيلي، ويُعد أخطر شخصية على دولة الاحتلال منذ يحيى السنوار.
**غموض حول مصيره**
المصير الغامض لمحمد الضيف يشكل جزءًا كبيرًا من الأسطورة التي تحيط به. فبينما تؤكد إسرائيل أنها نجحت في اغتياله في شهر أغسطس الماضي، تستمر حركة حماس في نفي هذه الادعاءات، مشددة على أن الضيف لا يزال حيًا ويؤدي مهامه كالمعتاد. في أكثر من مناسبة، أكد قياديون بارزون في حماس أن الضيف بخير. وكان آخرها تصريحات خليل الحية، القيادي في الحركة، قبل يومين، حيث أرسل تحية خاصة لمحمد الضيف، مؤكدًا أنه على قيد الحياة وفي أفضل حال.
**من هو محمد الضيف؟*
محمد الضيف، المولود في عام 1965 في مخيم خان يونس، هو القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس. بدأ الضيف مسيرته في المقاومة في الثمانينيات خلال الانتفاضة الأولى، وانضم لاحقًا إلى صفوف حماس ليصبح من أبرز مهندسي العمليات المسلحة ضد الاحتلال. سُمِّي "الضيف" لأنه لا يستقر في مكان واحد، حيث اعتاد التنقل المستمر وتغيير أماكن إقامته لتجنب محاولات الاغتيال التي تستهدفه.
إسرائيل تعتبر محمد الضيف هدفًا أوليًا في كل عملية عسكرية. وعلى مدار السنوات الماضية، تعرض الضيف لعدة محاولات اغتيال نجا منها جميعًا، ما زاد من الهالة الغامضة حول شخصيته. رغم فقدانه لعدد من أفراد عائلته وتعرضه لإصابات بالغة، استمر الضيف في قيادة عمليات المقاومة، متخفيًا تحت سرية تامة.
**التهديد المستمر**
محمد الضيف يمثل أكبر تهديد لدولة الاحتلال. فبفضل قيادته، تمكنت كتائب القسام من تطوير ترسانتها العسكرية، بما في ذلك الصواريخ طويلة المدى، التي باتت تصل إلى عمق المدن الإسرائيلية. تُعتبر عملية "طوفان الأقصى" واحدة من أبرز العمليات التي خطط لها الضيف، والتي أثبتت مرة أخرى قدرته على توجيه ضربات قاسية للاحتلال.
**العمليات التي قادها الضيف**
منذ توليه قيادة الجناح العسكري لحماس، قاد محمد الضيف العديد من العمليات النوعية ضد الاحتلال، أبرزها:
- **عملية نفق بيت حانون** عام 2004، التي أدت إلى مقتل العديد من الجنود الإسرائيليين.
- **عملية أسر الجندي جلعاد شاليط** عام 2006، التي ساهمت في إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين في صفقة تبادل.
- تطوير منظومة الأنفاق التي شكلت جزءًا حيويًا من استراتيجية حماس العسكرية.
**الاغتيالات والمحاولات الفاشلة**
على الرغم من العديد من المحاولات الإسرائيلية لاغتياله، والتي كادت تنجح في عدة مرات، ظل محمد الضيف صامدًا. ففي إحدى محاولات الاغتيال عام 2014، فقد الضيف زوجته واثنين من أطفاله، إلا أنه نجا بنفسه من القصف الذي استهدف منزله.
**إسرائيل وهاجس الضيف**
يشكل محمد الضيف هاجسًا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية. فقد وصفه مسؤولون إسرائيليون بأنه الأكثر ذكاءً وخطورة بين قادة المقاومة الفلسطينية. وبينما تحاول إسرائيل بث شائعات عن وفاته، تسعى حماس للتأكيد على بقائه في قلب المعركة، متحديًا كل محاولات اغتياله.
عودة اسم محمد الضيف إلى الصدارة على منصة "إكس" وتوجيه التحيات له من قبل قيادات حماس تؤكد استمرار دوره كقائد عسكري بارز وكابوس يطارد الاحتلال. ورغم كل المحاولات الإسرائيلية لاغتياله، يبدو أن "الشبح" لا يزال حاضرًا، يخطط ويدير العمليات، ويقف على رأس قائمة المطلوبين لدى إسرائيل، التي لن ترتاح حتى تتمكن من الوصول إليه. لكن السؤال يبقى: هل ستنجح إسرائيل يومًا في التخلص من محمد الضيف، أم أنه سيبقى رمزًا للمقاومة التي لا تموت بموت قادتها؟