في ظل التطور التكنولوجي السريع وانتشار استخدام الإنترنت، أصبح الشراء عبر المنصات الرقمية خيارًا أكثر شيوعًا للكثير من المستهلكين، ولا يستثني هذا الاتجاه سوق السيارات. وفقًا لدراسة حديثة، أبدى 53% من المشاركين استعدادهم لشراء السيارات عبر المنصات الرقمية، مما يعكس تحولًا كبيرًا في كيفية اتخاذ القرارات الشرائية في هذا المجال.
أحد الأسباب الرئيسية وراء هذا التوجه هو توافر المعلومات بسهولة على الإنترنت، حيث يمكن للمستهلكين الاطلاع على مجموعة واسعة من الخيارات، مقارنة الأسعار، ومعرفة ميزات وعيوب كل طراز دون الحاجة إلى زيارة معارض السيارات بشكل شخصي. توفر المنصات الرقمية كذلك تجارب تفاعلية، مثل جولات الواقع الافتراضي داخل السيارات، ما يجعل التجربة أكثر قربًا من الشراء التقليدي.
كما أن الظروف المرتبطة بجائحة كورونا ساهمت بشكل كبير في تعزيز هذا التوجه، حيث دفعت قيود الحركة والإغلاق العديد من الأشخاص إلى الاعتماد بشكل أكبر على الشراء عبر الإنترنت في مختلف المجالات، بما في ذلك السيارات. لم يعد المستهلك يرغب في تحمل عناء الانتقال من مكان لآخر بحثًا عن سيارة مناسبة، بل يفضل القيام بذلك من منزله براحة تامة.
ومع تزايد الاعتماد على هذه المنصات، بدأت شركات السيارات بدورها بتطوير مواقعها الإلكترونية وتقديم خدمات متكاملة تشمل خيارات الدفع والتوصيل وحتى خدمات ما بعد البيع. ذلك يعزز من ثقة المستهلكين ويشجعهم على اتخاذ هذه الخطوة.
رغم ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه هذا التوجه، من بينها رغبة البعض في تجربة السيارة فعليًا قبل الشراء، وضرورة التأكد من مصداقية البائعين وضمان جودة المركبات المعروضة. إلا أن هذه المخاوف تتضاءل تدريجيًا بفضل تحسن الخدمات والتقنيات المستخدمة.