مع بدء الحرب البرية ضد حزب الله في لبنان فجر اليوم ، تعود الأنظار مجددًا إلى واحدة من أقوى التشكيلات العسكرية في الحزب، وهي "قوة الرضوان". أو قوات النخبة في الحزب كما يسمونها، حيث تحولت هذه القوة إلى رمز للقدرة العسكرية والتنظيمية لحزب الله.
كتائب الرضوان هي التي تترأس العمليات البرية في مواجهة التقدم الإسرائيلي، و تلعب دورًا محوريًا في تغيير معادلة المواجهة بين الطرفين.
ما هي "قوة الرضوان"؟
تعتبر "قوة الرضوان" من أقوى الوحدات الخاصة داخل حزب الله، وهي القوة الأكثر تدريبًا وتجهيزًا لتنفيذ العمليات النوعية والمعارك البرية. سميت هذه القوة بهذا الاسم تكريمًا للقيادي في حزب الله، عماد مغنية، الذي كان يلقب بـ"الحاج رضوان"، والذي اغتاله الموساد الإسرائيلي في 2008. تعتبر "قوة الرضوان" امتدادًا لخبرة مغنية العسكرية والتنظيمية، ما يجعلها تمثل روح المقاومة داخل الحزب.
لماذا تحتل موقع الصدارة في الحزب؟
تحتل "قوة الرضوان" الصدارة في حزب الله نظرًا لعدة عوامل. أولها، الخبرة القتالية التي اكتسبتها من الاشتراك في الصراعات الإقليمية،والحرب مع الكيان الصهيوني عام 2006 والمعرفة باسم حرب تموز، كما أنها اكتسبت خبرة من الحرب السورية التي كانت بمثابة ميدان تدريب واقعي لهذه القوة.
ثانيًا، تمتاز هذه الوحدة بالانضباط العالي والقدرة على تنفيذ العمليات الدقيقة، مثل التسلل خلف خطوط العدو وشن عمليات هجومية خاطفة. ثالثًا، تعتمد القوة على عقيدة قتالية مبنية على المفاجأة والمرونة في الحركة، وهو ما يجعلها قادرة على التكيف مع مختلف أنواع الهجمات البرية.
عدد أفراد القوة وتسليحها
على الرغم من أن حزب الله يتكتم على العديد من التفاصيل المتعلقة بـ"قوة الرضوان"، إلا أن التقديرات تشير إلى أن عدد أفرادها يتراوح بين 2000 و3000 مقاتل. يعتمد تسليح هذه القوة على الأسلحة المتطورة التي تشمل قاذفات الصواريخ، الأسلحة المضادة للدروع، الطائرات المسيّرة، وقذائف الهاون. كما تعتمد على وحدات الاتصالات المتقدمة التي تضمن تنسيق العمليات بشكل سريع وفعال.
دورها في الحرب البرية
مع دخول الحرب البرية ضد حزب الله، تمثل "قوة الرضوان" رأس الحربة في التصدي للقوات الإسرائيلية.
فهي مسؤولة عن الدفاع عن المواقع الحساسة في الجنوب اللبناني، وإدارة الكمائن ضد التوغل البري الإسرائيلي. وتعتبر القوة أيضًا مسؤولة عن تنفيذ العمليات الهجومية التي تهدف إلى إرباك الخطط الإسرائيلية وتعطيل تقدم قواتها في الجبهات.
إن "قوة الرضوان" ليست مجرد وحدة قتالية داخل حزب الله، بل هي عنوان للقوة والتخطيط الاستراتيجي في مواجهة أعداء الحزب.
وفي ظل تصاعد الحرب البرية، تبقى هذه القوة هي المحرك الأساسي الذي يعوّل عليه حزب الله لإثبات أن المقاومة في لبنان قادرة على قلب موازين المعركة.