عقد التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة بالقاهرة ندوة يوم الثلاثاء الماضي بعنوان: "آفاق الوضع الحالي إقليمياً وعالمياً في ضوء طوفان الأقصى"، لمناقشة تداعيات استمرار الحرب في غزة وآفاق الوضع الحالي إقليمياً وعالمياً.
حضر الندوة وتحدث فيها كل من: عمرو ناصف الإعلامي بقناة المنار اللبنانية، وغازي فخري المناضل الفلسطيني، ومحمد فاضل المنسق العام المساعد للتجمع بالقاهرة، وأدار الندوة الدكتور جمال زهران الأمين العام المساعد للتجمع والمنسق العام للتجمع بالقاهرة.
إنهاء الحرب في غزة بعد الانتخابات الأمريكية
صمود المقاومة الفلسطينية منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر 2023م وحتى الآن يؤلم الإسرائيليين والأمريكيين، ولم يتمكن الكيان الصهيوني من تحقيق أي من أهدافه من حربه في غزة طوال هذه المدة. وقد استطاعت فصائل المقاومة الفلسطينية تكبيد العدو الصهيوني خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، وما زالت المقاومة تواصل الصمود. وسوف يكون لذلك تداعيات كبيرة على المنطقة وقد يؤثر على تغيير شكل النظام العالمي.
غزة بعد "طوفان الأقصى" ستغير النظام العالمي
افتتح الدكتور جمال زهران الندوة بالترحيب بالحضور وبدأ حديثه بالتأكيد على أن العالم لا يعرف إلا القوة، وأن الحل لمقاومة المحتل هو المقاومة، وأن الكيان الصهيوني المحتل للأراضي العربية سيظل دائماً العدو، وأن أي اتفاقيات معه ما هي إلا هدنة مؤقتة. موضحاً أن السيناريو المتوقع لوضع الحرب في غزة والمنطقة هو بين حالتين: إما التصعيد، وإما الحفاظ على الوضع الحالي كما هو بمعنى ضربات متبادلة.
وأشار زهران إلى أن حسن نصر الله، زعيم حزب الله، قد قال عقب اغتيال القائد العسكري اللبناني فؤاد شكر "إنه سيتم الرد على الكيان الصهيوني، وهذا التزام"، وبالفعل تم الرد. وأكد السيد حسن نصر الله قبل أيام أن "هذا هو الرد، وإن لم يعترف العدو الصهيوني بحقيقة ما حدث فسنرد مجدداً". هذا الرد أوجع الصهاينة، حيث تم ضرب مركز العقل الاستراتيجي في الجيش الصهيوني، وقيل إن قائد هذا المركز قُتل ومن معه، ولكن الكيان الصهيوني يتكتم على ذلك.
قال زهران إن خطاب السيد حسن نصر الله هو خطاب استراتيجي، ليس للعامة بل للنخبة، يوضح فيه ما تم عمله ولماذا تم، والهدف منه. وأكد أن الرد اللبناني كان أحادي من حزب الله، وأن محور المقاومة تدارسوا فيما بينهم هل يتم الرد كرد جماعي شامل أم رد أحادي، ومن الواضح أنهم اختاروا الرد الأحادي. وتساءل بعد رد حزب الله: هل إيران والحوثيون لن يردوا؟ والإجابة وفقاً لكلام القيادات الإيرانية أنهم سيقومون بالرد دفاعاً عن الشرف والسيادة الإيرانية، والحوثيون أكدوا أنهم سيقومون بالرد.
وأشار زهران إلى أن الخيار الوحيد لمقاومة الاحتلال هو المقاومة، وأن التاريخ الاستعماري لا يحترم إلا من يمسك البندقية، مؤكداً أن المقاومة هي التي تغير الأوضاع، فمصر بمقاومتها هي التي غيرت النظام العالمي في حرب بورسعيد عام 1956م، وغزة بعد "طوفان الأقصى" هي التي ستغير النظام العالمي. وأشار إلى قول الإمام علي بن أبي طالب "لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه".
نتنياهو لن ينهي الحرب إلا بعد الانتخابات الأمريكية
ومن جانبه، أكد عمرو ناصف الإعلامي بقناة المنار اللبنانية، أن هناك علاقة بين ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط وبين الحرب الروسية الأوكرانية. وذكر أن هناك كتاباً للكاتب سير هارفارد بعنوان "المحور الجغرافي للتاريخ" يوضح فيه أن من يسيطر على منطقة أوراسيا فإنه يحكم العالم. وأشار إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في فترة الحرب الباردة اتفقا على عدم الصدام المباشر واتبعوا سياسة الاحتواء.
وأوضح ناصف أن نتنياهو يستغل الأوضاع لصالحه ويستغل الانتخابات الأمريكية، وهو يعلم أن أمامه خيارين حتى شهر نوفمبر، وهو شهر الانتخابات الأمريكية، إما تفوز كامالا هاريس، أو يفوز ترامب، وهو يلعب على الطرفين لصالحه. وأضاف أن نتنياهو لن يقدم جائزة إنهاء الحرب في غزة إلا بعد ظهور نتيجة الانتخابات الأمريكية، لذلك لن تكون هناك هدنة حتى تنتهي الانتخابات الأمريكية.
وأشار ناصف إلى أن الرد الإيراني قادم ومحسوب، فإيران لا تترك ثأرها، ولكن الإيرانيين باردون في قراراتهم، وعندما يضربون فإنهم يُوجعون. وذكر أن الرد اللبناني الذي نفذه حزب الله كان شديد القسوة، وأقر الخبراء الإسرائيليون بذلك.
كل الإسرائيليين تابعوا خطاب حسن نصر الله ويصدقونه
أوضح غازي فخري المناضل الفلسطيني، أنه كان متأثراً بخطاب حسن نصر الله قبل أيام، وقال إن هذا الخطاب يمثل قائدًا وسياسيًا وعسكريًا، وأن الإسرائيليين يتابعونه ويصدقونه أكثر من قادتهم السياسيين. وأكد أن المقاومة المسلحة هي الطريق لتحرير فلسطين، وأن المفاوضات مع إسرائيل عبثية.
محور المقاومة يشكل جبهة إسناد للمقاومة الفلسطينية
أشار محمد فاضل، المنسق العام المساعد للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة بالقاهرة، إلى أنه لولا المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق، لتمكن الكيان الصهيوني من القضاء على المقاومة الفلسطينية وتصفية القضية الفلسطينية. وأكد أن جميع المقاومين يشكلون جبهة إسناد للمقاومة في فلسطين.
وأشار فاضل إلى أن وجود إسرائيل في محور صلاح الدين يمثل انتهاكاً واضحاً للسيادة المصرية، ويجب على مصر ألا تكون فقط وسيطاً بل يجب أن تدعم المقاومة الفلسطينية.