تعامُل العلمانيين المصريين مع حادث اغتيال الباحثة المصرية المُحجبة "ريم حامد" في باريس يعكس وقوعهم في فخ "الشيزوفرينيا"، ويؤكد إصابتهم بالهذيان والذهان والهلوسة. يا للهول..هل فقط لأن الباحثة فتاة مُحجبة..تعاملتم معها بهذه الوحشية وتلك القسوة، في الوقت الذي لا تتوقفون فيه عن ادَّعاء الإنسانية والتظاهُر بالرحمة؟ عندما قُتلت طبيبة مصرية مثيرة للجدل في تركيا في ظروف خاصة ومعروفة للقاصي والداني، سَعَيتم إلى خلط الأوراق والتدليس على الرأي العام وتحويل القضية إلى قضية رأي عام عالمي، وحاولتم –كالعادة- استدعاء الدين إلى حادثة لا علاقة لها من قريب أو بعيد به. ولأنها كانت قد جاهرت بإلحادها في وقت سابق، فإنكم وجدتم ضالتكم المنشودة في هذه الواقعة لتمارسوا من خلالها ضلالكم المعهود. وعندما انحرفت أكاديمية مصرية مغمورة عن جادة الصواب، وبثت لنفسها في الفضاء الإلكتروني صورًا فاضحة ومشاهد غير لائقة؛ ما استدعى إدارة الجامعة إلى التعامل معها بالقانون، حاولتم أن تجعلوا منها بطلاً قوميًا وأيقونة للتحرر. وعندما كتبت امرأة ليست فوق مستوى الشبهات قصيدة مسيئة للذات الإلهية رفعتموها إلى عنان السماء!
في المقابل..تعاملتم بكل دونية إنسانية وأخلاقية مع حادث تصفية الباحثة المحجبة ريم حامد، وسخرتم من اجتهادها العلمي ونبوغها البحثي دون مبرر، وقفزتم فوق نتائج التحقيقات الفرنسية قبل أن تبدأ، واستبعدتم تمامًا نظرية المؤامرة التي تستدعونها دائمًا وأبدًا مع أنفسكم وأتباعكم وزبائنكم من ذوي الخلل الفكري والانحراف الأخلاقي والانحطاط الإنساني. كان يكفيكم أن تُمسكوا ألسنتكم وتغمدوا أقلامكم، طالما أن الضحية لا تنتمي إلى معسكركم البائس، ولكنم احتشدتم جميعًا على قلب رجل واحد، في خندق تجريح الفتاة المصرية التي قتلت في الغُربة وسط ملابسات وظروف غريبة، تحقق السلطات الفرنسية فيها ولم تفك شفرتها بعد!
عندما فازت الباحثة المصرية المُحجبة إلهام فضالي في عام 2020 بجائزة "أحسن بحث في الفيزياء التطبيقية" على مستوى العالم..لم يشأ أحد هؤلاء الأشاوس أن يحتفل بفتاة مصرية ارتقت مرتقى صعبًا، وأنجزت إنجازًا عظيمًا، ولكنهم تجاهلوها ابتداءً، ثم قللوا من منجزها العلمي لاحقًا؛ لمجرد أنها أصرت على الاحتفاظ بحجابها، ولم تتخل عنه أو تتخقف منه، وقدمت للعالم كله نموذجًا مثاليًا للفتاة المسلمة المحجبة والمحتشمة، وأثبتت قدرتها على النجاح والتفوق والنبوغ في أصعب ميادين العلم، وأسقطت نظرياتهم الشيطانية عن الإسلام . هم فقط يحتفلون بـ"إلهام شاهين" ويقدرون "منة فضالي"، ولكن نموذج "إلهام فضالي" لا يروق لهم أبدًا؛ لأنه يفسد بضاعتهم ويدمر تجارتهم ويكشف عوار منهجهم. إنهم لا يتوقفون عن تسويق فكرة أن الحجاب نقيض الإبداع والعلم، وأن المرأة العارية المنحرفة أفضل عندهم من المرأة المحتشمة المتفوقة، فكيف تأتي فتاة من صعيد مصر لتؤكد لهم ضحالة فكرهم وفساد منهجهم، وتبهر العالم بتميزها العلمي؟ إنهم ينتفضون ضد مشروع "ريم حامد"، ويفزعون من نموذج "إلهام فضالي"، ويحاولون بكل ما أوتوا من خبث- تشويه جميع النماذج المصرية التي تجمع بين العلم والالتزام الديني والانضباط الأخلاقي..الأمر ذاته وصل إلى المسابقات الرياضية، حيث يغضبون أشد الغضب إذا ما حرصت بعض اللاعبات على الاحتشام ويسخرون منهن، وإذا فازت لاعبات محجبات يقمن مأتمًا وعويلاً، وإذا ما خسرن أقاموا الأفراح والليالي الملاح وتبادلوا التهاني! إن هذا الفصيل من العلمانيين يفوق التيارات الظلامية والمتشددة انحطاطًا وسوءًا وقبحًا، والتمكين له لا يجلب إلا حصادًا مُرًا كطعم العلقم!
وأخيرًا..لماذا لا تتبنى جهة عامة أو خاصة –مشكورة- مشروعًا خيريًا لعلاج شراذم العلمانيين المصريين ومتطرفيهم، ومَن يدور دورانهم، في إحدى المصحات النفسية المعروفة مجانًا؛ لا سيما أن كثيرًا منهم وصل إلى حافة الهاوية واقترب من الجنون، وربما قد ينضم بعضهم قريبًا إلى جحافل المجاذيب في الشوارع والميادين.."هو القرد لسه بيتنطط.. واللا بطَّل تنطيط يا دكتور"؟!!