اللواء سمير فرج مع الكاتب الصحفي محمد أبو زيد
- فيلادلفيا غير موجود في الأراضي المصرية، ولا يوجد عسكري إسرائيلي واحد دخل حدودنا
- مزاعم تهريب السلاح إلى غزة عبر الحدود المصرية كلها أكاذيب، لأننا دمرنا كل الأنفاق "وهدمنا مدينة كاملة"
- السيسي سيزور تركيا قريبًا ونتنياهو هو الوحيد في العالم الذي يرفض صفقة التهدئة لسببين
- خلال تطهير سيناء من الإرهاب، نسقنا مع الجانب الإسرائيلي بسبب شبكات المحمول التي يستخدمها التكفيريون
- إسرائيل لن تستطيع القضاء على حماس، والمقاومة لن تنتهي
- إيران تملك القوة العسكرية لتوجيه ضربة حقيقية لإسرائيل، لكنها لن تغامر بمشروعها النووي من أجل إسماعيل هنية
- لن نقيم قواعد حربية في الصومال، والاتفاقية العسكرية مع مقديشو لها سببان
- لم نفكر أبدًا في ضرب سد النهضة، لكن "لو بنى أحد سدًا آخر سنضربه في اليوم التالي"
- مصر أقوى دولة في المنطقة "غصب عن أي حد"، ولو كانت هناك دولة معها أموال، لن تنفعها إذا تعرضت لأي هجوم
- الناس كلها تحب الرئيس مبارك لأنه بطل، والذين شاركوا في 25 يناير أصبحوا نادمين
كان مقربا بدرجة كبيرة من الرئيس الراحل حسني مبارك، وسجل له مذكراته الخاصة التي لم يتم نشرها حتى الآن، وتولى مناصب كبيرة في عهده كان آخرها محافظ الأقصر ل9 سنوات، ومن ترتيبات القدر أنه أيضا من المقربين من الرئيس السيسي، فلقد كان القائد المباشر له في القوات المسلحة قبل عقود، له باع طويل في الحياة العسكرية والمدنية أيضا، يكتسب اللقاء معه أهميته من كونه مفكرا استراتيجيا كما تعرفه وسائل الإعلام يتحدث بمقاربة مع الرؤية الرسمية للدولة.
وفي حواره الخاص مع موقع "المصير"، أكد اللواء سمير فرج، ، أن مصر لن تقبل بوجود جندي إسرائيلي واحد داخل محور فيلادلفيا، مشددًا على أن هذا المحور غير موجود داخل الأراضي المصرية، وأنه يقع داخل قطاع غزة، في المنطقة "د" التي نصت عليها اتفاقية السلام.
وأوضح أن المنطقة "د" تقع بالكامل داخل الأراضي التي كانت تحتلها إسرائيل، وأصبحت داخل قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي من القطاع. ولفت الخبير الاستراتيجي إلى أن بنيامين نتنياهو هو الشخص الوحيد في العالم الذي لا يرغب في عقد صفقة تهدئة لسببين؛ أحدهما خوفه من السجن، والسبب الثاني يتعلق بترامب.
وسخر فرج من المزاعم الإسرائيلية المتعلقة بتهريب السلاح للمقاومة عبر الحدود مع غزة، مؤكدًا أن أول من يعلم ببطلان تلك الأكاذيب هو نتنياهو، مشيرًا إلى أن مصر دمرت كل الأنفاق على طول الحدود مع قطاع غزة وغطتها بالمياه، مشددًا على أن ذلك لم يكن من أجل إسرائيل أو غزة، ولكن بهدف محاربة الإرهاب.
وأكد أن عناصر الجماعات التكفيرية كانوا يتلقون العلاج لدى حركة حماس. ورفض فرج التعليق على ما ذكره الكاتب الصحفي مصطفى بكري بشأن تعاون حركة حماس مع الجيش المصري منذ عام 2017 في محاربة الحركات المتطرفة في سيناء، مكتفيًا بقول "لا تعليق".
وأكد اللواء سمير فرج أن إسرائيل لا تستطيع مطلقًا القضاء على حركة حماس، حتى لو ضعفت قوة المقاومة.
وتطرق الحوار إلى الاتفاق العسكري بين مصر والصومال، وسد النهضة، وما إذا كانت مصر قد فكرت في يوم من الأيام في ضرب السد عسكريًا. كما تطرق الحوار إلى العلاقة بين الجماعات التكفيرية وإسرائيل، وإلى مذكرات مبارك التي عمل عليها حينما كان مسؤولًا عن الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، ومن الذي بحوزته تلك المذكرات الآن
أجرى الحوار: محمد أبوزيد
تحدثت الصحف الإسرائيلية قبل يومين عن أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تمر بأسوأ حالاتها بسبب إصرار نتنياهو على البقاء في محور فيلادلفيا وتعمده إفساد أي تهدئة. كيف ترى هذا الأمر؟
- الشخص الوحيد في العالم الذي لا يرغب في حدوث تهدئة أو عقد صفقة لوقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن هو نتنياهو، وذلك لسببين؛ الأول أنه في حال حدوث سلام وعقد اتفاق تهدئة فإنه قد يخرج من الحكومة، كما أنه يواجه ثلاث قضايا فساد قد تقوده لدخول السجن. السبب الثاني أنه يريد أن ينتظر حتى يصل ترامب إلى الحكم، لأن ترامب لا يرى ولا يؤيد حل الدولتين ويرى أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ولا يؤيد قيام دولة فلسطينية، بعكس جو بايدن الرئيس الحالي الذي يؤيد حل الدولتين. وبالتالي يواصل نتنياهو خلق مناوشات مع مصر ومع المفاوضات لكي لا نصل إلى اتفاق لوقف الحرب. أول هذه المناوشات مع مصر، هو محور فيلادلفيا.
وهنا أحب أن أوضح أن ممر فيلادلفيا موجود داخل الأراضي الفلسطينية وليس له علاقة بالحدود المصرية. بعض الناس يقولون إنه دخل الأراضي المصرية، وهذا غير حقيقي، إسرائيل لم تدخل شبرًا واحدًا من الأراضي المصرية. عندما قمنا بعمل اتفاقية السلام مع إسرائيل، تم تقسيم سيناء إلى ثلاث مناطق: منطقة "أ" قوات كاملة بسلاح كامل، منطقة "ب" أمن مركزي، ثم منطقة "ج" وهي قوات حرس الحدود. أما منطقة "د" فكانت داخل إسرائيل وتحديدًا في قطاع غزة الذي كانت تحتله إسرائيل حتى عام 2005، وحينما انسحبت إسرائيل من غزة طلبت أن تكون المنطقة "د" التي نصت عليها اتفاقية السلام خالية من القوات. يعني محور فيلادلفيا الموجود داخل قطاع غزة يكون خاليًا من القوات الإسرائيلية، وتم تعديل اتفاقية السلام بعد انسحاب إسرائيل من غزة، ووقعوا عليها ووقعنا نحن أيضًا. هل يمكن الآن تعديل اتفاقية السلام وإدخال قوات إسرائيلية في محور فيلادلفيا بعد أن تم الاتفاق على أنه خالي من القوات؟ لا يا سيدي، لا يمكن تعديلها، ولن تقبل مصر بوجود عسكري إسرائيلي واحد في محور فيلادلفيا. وإذا أراد نتنياهو فرض هذا الأمر علينا بالقوة، فلن يحدث. اتفاق محور فيلادلفيا ينص بشكل واضح وصريح على عدم وجود أي قوات، لا من جانبهم ولا من جانبنا.
منذ دخول إسرائيل محور فيلادلفيا قبل شهور وهي تزعم وجود أنفاق لتهريب السلاح للمقاومة ولحركة حماس. كيف ترى هذه المزاعم؟
- هذا الكلام كان في الماضي ونتنياهو يعرف ذلك جيدًا، لكن منذ أن تولى الرئيس السيسي الحكم تم ردم جميع الأنفاق في السنوات الأربع الأولى من حكمه. يا رجل، نحن أزلنا رفح المصرية وأقمنا مدينة بديلة، ليس من أجل إسرائيل أو غزة، ولكن من أجل الأمن القومي المصري.
لا يمكن الآن الترويج لهذه المزاعم، أيام ما كنا نحارب الإرهاب ونقضي عليه، كنا ننسق مع الجانب الإسرائيلي لأن الإرهابيين كانوا يستخدمون الشبكات الإسرائيلية. وهو يعلم كل شيء، ومخابراته تعرف وترى كل شيء، ويعرفون أن الأنفاق تم ردمها تمامًا. وردمنا الأنفاق الموجودة على خط الحدود كله بمياه البحر لكي تنهار الأنفاق المصنوعة من الرمل. لكن كل ما يقوله ويروج له هو ذرائع لا علاقة لها بالواقع.
اللواء سمير فرج
هناك تقارير غربية وتصريحات إسرائيلية تقول إن القوة العسكرية لحركة حماس ضعفت إلى حد كبير. هل تعتقد ذلك؟
- يا رجل، هذه مقاومة تقاتل منذ 10 أشهر، تضعف نعم تضعف، عدد الصواريخ قد قل، وقل عدد الأسلحة التي لديهم، ولكنها ما زالت تقاتل إسرائيل وما زالت قادرة على ضرب أهداف إسرائيلية، وتقاتل بأسلوب جديد ولديها القدرة على قنص الجنود الإسرائيليين وضرب الدبابات. لو كانت دولة لقُلت قوتها، ولكن المقاومة ستستمر، وقد قامت بعمليات اشتباك كبيرة مع الإسرائيليين أول أمس.
ما هو تقييمك لمستقبل صفقة الرهائن في ظل تأكيد كل القوى الدولية أنها مفاوضات الفرصة الأخيرة؟
- أعتقد أنها على وشك الانهيار. نتنياهو لا يريد السلام ويبحث باستمرار عن أسباب جديدة لمنع السلام. مرة معبر رفح، ومرة محور فيلادلفيا، ومرة أسماء الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
هل يعني هذا أن حماس غير مسؤولة عن إفشال المفاوضات كما تقول بعض التقارير؟
- لا طبعًا، حماس وافقت على الصفقة التي اقترحها بايدن، وبعد ذلك رفضها نتنياهو، ووافقت على المبادرة المصرية.
هل تعتقد أن دونالد ترامب يحرض نتنياهو لعدم قبول صفقة الرهائن إلى أن يصل إلى السلطة؟
- لا، ترامب ليس في السلطة حاليًا، وأمريكا في مرحلة صعبة الآن وهي الانتخابات.
في حالة فشل مفاوضات الفرصة الأخيرة، كيف تتوقع رد الفعل الإيراني؟ وكيف سيكون مستقبل المنطقة؟
- أرى أن إيران لن تتدخل بصورة مباشرة ردًا على اغتيال إسماعيل هنية، وذلك لكي تتفادى ضرب المفاعلات النووية. إيران تستطيع أن تضرب وتزعزع الأوضاع في إسرائيل، ولكن الضربة التالية من قبل إسرائيل ستكون على المفاعلات النووية الإيرانية. إيران لو انتظرت للعام القادم، فبحلول عام 2025 ستمتلك خمس قنابل نووية يمكن أن تحارب بها. فهل تغامر وتضرب من أجل إسماعيل هنية أم تنتظر إلى أن يكون لديها قنابل نووية؟
اللواء سمير فرج
وهل اقتربت إيران من صنع القنبلة النووية بالفعل؟
- نعم، طبعًا بحلول عام 2025 ستصنع إيران القنبلة النووية. إيران تحملت 14 سنة من الحصار وتجميد الأموال وغيرها لكي تصنع القنبلة النووية، والحجة موجودة: إسرائيل قتلت إسماعيل هنية بعملية استخباراتية، وإيران سترد بعملية استخباراتية. ولماذا لا نذهب بعيدًا، إيران عندما تم ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق، ماذا فعلت؟ أطلقت 300 طائرة مسيرة أصابت فتاة واحدة ترعى في صحراء النقب. إيران تقصد عدم توجيه ضربة حقيقية لإسرائيل.
هل يعني هذا أن إيران تملك القوة العسكرية والاستخباراتية لتوجيه ضربة قوية لإسرائيل؟
- بالطبع تمتلك، لكنها تؤجل الرد إلى ما بعد الوصول إلى النووي. وحزب الله تابع لإيران، وسيلتزم بما تلتزم به إيران. الحزب قال: لو تم توقيع اتفاق سلام في غزة، لن أضرب. طيب، والرجل الذي مات، ماذا ستفعل له؟
كيف رأيت عملية اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر في نفس التوقيت؟ هل يمثل ذلك اختراقًا كبيرًا لإيران وحزب الله؟
- أرى أن اغتيالهما ناجم عن عملية اختراق إلكتروني ونشاط جواسيس على الأرض.
الاتفاقية العسكرية بين مصر والصومال، هل هي لحماية الأمن القومي المصري في القرن الأفريقي أم رسالة لإثيوبيا؟
- أي تواجد عسكري مصري في الصومال هو تأمين للأمن القومي المصري في القرن الأفريقي، ومدخل قناة السويس وباب المندب. إيرادات قناة السويس في العام الواحد لا تقل عن 10 مليارات دولار. خسرنا 5 مليارات جنيه بسبب المشاكل التي سببها الحوثيون، لذلك تم توقيع الاتفاقية العسكرية مع الصومال. نحن لن نقيم قاعدة عسكرية في الصومال، ولكن الاتفاق العسكري هدفه شيئين: الأول مساعدة الصومال في مواجهة الإرهاب وحركة الشباب، والثاني مساعدة الصومال على استعادة إقليم صومال لاند.
ولكن هناك من يرى أن الاتفاقية العسكرية مع الصومال من شأنها أن تؤكد لإثيوبيا أن مصر قادرة على التحرك عسكريًا في حال تهديد السد الإثيوبي للأمن القومي المصري؟
- موضوع سد النهضة انتهى، والسد تم بناؤه ولم يعد هناك مشكلة في السد. مشكلتنا مع إثيوبيا في الفترة القادمة ستكون في حالات الجفاف فقط، ويجب أن يكون هناك اتفاق ودي بيننا كما أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
هل كان لدينا فرصة لضرب السد الإثيوبي ولم ننتهزها؟
- لم نفكر أبدًا في ضرب سد النهضة إطلاقًا، لكن إذا حاول أحد بناء سد آخر سنضربه من أول دقيقة.
اللواء سمير فرج
من وجهة نظرك، ما التحديات التي يواجهها الأمن القومي المصري في الوقت الحالي؟
- التحدي الأكبر هو أنه لأول مرة في تاريخ مصر تحيط بنا التهديدات من جميع الجهات الاستراتيجية في وقت واحد. فمن الناحية الشرقية في سيناء الوضع في غزة، ومن الناحية الغربية تعاني ليبيا من عدم الاستقرار، فلا حكومة أو دولة هناك منذ 13 عامًا. بالإضافة إلى تدهور الأوضاع في السودان وتعرضها لأكبر مجاعة في القرن الواحد والعشرين بسبب النزاع والحرب بين حميدتي والبرهان، والتهديدات الموجودة في المياه الإقليمية في البحر الأبيض المتوسط والصراع على الغاز، والتهديدات الموجودة في البحر الأحمر والتي أثرت على قناة السويس.
منذ أيام أحمس وتحتمس الثالث وحتى عهد محمد علي كانت منظومة الأمن القومي المصري تبدأ من السودان والشام. فلماذا لم تتدخل مصر عسكريًا في السودان حفاظًا على أمنها القومي؟
- مصر لا تستطيع التدخل عسكريًا لأن السودان دولة ذات سيادة، ومصر تقف مع الجيش السوداني لأنه يمثل السلطة. لكن لا أستطيع أن أهاجم السودان غدًا، لا يمكن لأحد أن يفعل ذلك.
هل التدخل المصري غير العسكري لمساندة الجيش السوداني كان كافيًا للحفاظ على الأمن القومي المصري؟
- نحن نساند السلطة الشرعية في السودان فقط، ولا نسعى لإثارة المشاكل مع أحد. الطرف الثاني تسانده دولة عربية أخرى، ونحن نسعى للتوفيق بين الطرفين ولا نريد توسيع الأزمة.
هل هناك بارقة أمل في أن تجمع مصر بين طرفي النزاع في محادثات سلام بناءة في القاهرة؟
- نحن دعونا حميدتي من قبل ولم يأتِ. اليوم البرهان هنا في مصر موجود، ورفض الذهاب إلى سويسرا لأن حميدتي تراجع عن اتفاق جدة.
هل هناك دوائر ودول عربية تحاول سرقة الدور الإقليمي لمصر؟
- مصر أقوى دولة عربية سياسيًا وعسكريًا وتاريخيًا "غصب عن أي حد". ولو أن هناك دولًا أخرى تملك المال، فالمال لن ينفعها إذا هاجمها أحد. أنت أقوى دولة رغمًا عن أي شخص.
اللواء سمير فرج مع الكاتب الصحفي محمد أبو زيد
هل ترى أن تغير المعادلة الإقليمية بعد التقارب المصري التركي والقطري يمكن أن يقود المنطقة لمشهد مختلف؟
- الرئيس السيسي لا يريد مشاكل مع أحد، وهو سيزور تركيا قريبًا ويوقع اتفاقيات. أكثر ما يمكن أن يهدم أي بلد هو الحرب، ومصر لا تسعى لأي حرب إلا إذا اعتدى عليها أحد. مشكلة التعليم وتكدس الفصول لدينا ومشاكل الصحة سببها الحرب، وأنك بقيت 6 سنوات في حرب استنزاف ولم تبنِ فيها فصلًا واحدًا.
كيف تفسر حالة النوستالجيا والحنين عند الشعب إلى فترة حكم الرئيس مبارك بما فيهم أشخاص شاركوا في ثورة يناير؟
- الحنين إلى فترة رئاسة الرئيس الراحل مبارك هو أمر طبيعي. هل أخطأ مبارك في شيء؟ طوال 30 سنة حافظ على مصر وترابها وكان رجلًا أمينًا وبطلًا، ورغم بعض القرارات التي تأخرت، مثل الإصلاح الاقتصادي، أنا قابلت بطرس غالي في لندن من سنتين، وقال لي كان نفسي أكون مع الرئيس السيسي في اللي يعمله. لو كنا بدأنا إصلاحًا اقتصاديًا من 30 سنة لم نكن لنصل إلى ما نحن فيه الآن. مبارك الجميع يحبه، والناس الذين خرجوا في 25 يناير يندمون اليوم.
سبق لكم العمل مع الرئيس مبارك لفترة، ما هي أبرز صفاته؟
- يتميز بالهدوء، وقمت بتوثيق مذكراته وسجلت له 17 حلقة تقدر بنحو 72 ساعة منذ ولادته حتى وفاته، وهي موجودة الآن عند السيدة سوزان زوجته في البيت.
هل فكر الرئيس الراحل في توريث السلطة لجمال مبارك؟
- لم يكن لديه نية في التوريث إطلاقًا، وكنت قريبًا منه. عندما كنت محافظًا للأقصر، جاء لي 9 مرات، وسألته مرة عن هذا الموضوع، فقال لي: "خلي اللي يقول يقول، هذا ابني ويساعدني. الذي يملك محلًا خارجيًا يأتي بابنه ليساعده. ابني يساعدني في تلخيص شيء، يقرأ لي شيئًا وهكذا." هذا ما قاله لي بلسانه، لكن قد يكون قال شيئًا وفي رأسه شيء آخر، لكنني واثق أنه كان أمينًا.
هل كان الرئيس مرسي يسعى لتوطين الفلسطينيين في سيناء؟
- نعم، وهناك معلومات مسجلة صوتًا وصورة، والرئيس الفلسطيني أكد لي أن الرئيس المعزول محمد مرسي كان ينوي توطين الفلسطينيين في سيناء، وأنه قرر إعطاء الفلسطينيين قطعة في سيناء.
- علاء مبارك أكد في تغريدة له أن والده حسني مبارك رفض هذه الصفقة تمامًا، ونشر الفيديو الخاص بالرئيس أبو مازن الذي يتهم فيه مرسي بالموافقة على توطين الفلسطينيين في سيناء. ولكن متابعي علاء مبارك نشروا فيديو لمرسي ينفي فيه هذه الأنباء تمامًا ويؤكد أن حدود مصر للمصريين. فما تعليقك؟
- كل شخص يقول ما يريده. هات الطرف المحايد وهو الرئيس الفلسطيني. وعُرض على مصر حاليًا مبالغ هائلة مقابل توطين الفلسطينيين في سيناء، والرئيس السيسي يرفض تمامًا.
هل تعتقد أن هناك علاقة بين المنظمات الإرهابية والجماعات التكفيرية وبين إسرائيل بدليل أنهم لم يضربوا حتى طوبة على إسرائيل بعد طوفان الأقصى؟
- بالطبع هناك علاقة بين إسرائيل والحركات الإرهابية. من الذي كان يحمي حماس في العشر سنوات الماضية؟ إنها إسرائيل، وكان كل شهر تطلع طائرة من الدوحة تحمل مبلغ 30 مليون دولار وتصل مطار تل أبيب، وتذهب تحت حراسة جيش الدفاع الإسرائيلي لتصل إلى غزة. وكانت إسرائيل تغذي النزاع بين حماس وفتح. والحركات التكفيرية في سيناء كانت تستخدم شبكات محمول إسرائيلية.
اللواء سمير فرج
اللواء سمير فرج مع الكاتب الصحفي محمد أبو زيد