رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

مختار محمود يكتب: رسالة إلى الإمام الأكبر والوزير والمفتي

المصير

السبت, 17 أغسطس, 2024

01:00 م

في ظل عودة الود والوئام  إلى العلاقة بين المؤسسات الدينية الثلاث: الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء.. لماذ لا يكون هناك موقف جاد وحاسم بشأن مشايخ الفضائيات؟ لم يعد الأمر يحتمل تهاونًا أو تغافلاً أو تجاهلاً. أزاهرة ومُعممون ينشرون الفتنة ويثيرون الجدل كلما حلوا أو ارتحلوا. أصبح همُّ المشتغلين بالدين "الترند" والبقاء في دائرة الضوء، وليس إرضاء الله ورسوله. أذلَّ "الترند" والمال أعناق الرجال، ومَن كنا نظنهم من الأخيار. مقدمو برامج دينية ليسوا فوق مستوى الشبهات خلقًا وعلمًا. وضيوف يتم اختيارهم أمنيًا، وليس علميًا. الكفاءة صارت صفرًا في السنوات الأخيرة. هناك أولويات عديدة تتقدم الكفاءة. البرامج الدينية  يجب أن يكون هدفها رفع وعي المشاهدين دينيًا وتهذيبهم أخلاقيًا، ولكنها حادت عن الطريق، وانحرفت عن الجادة، وأصبح بعضها مروجًا للفتن، مثيرًا للجدل، وبعضها مروجًا للخرافات والأساطير والأباطيل، وبعضها مروجًا للجهل المبين. شتان الفارق بين مستوى البرامج الدينية في عقود سابقة، وبين مستواها في العشرية الأخيرة. في النسخة الأولى منها..كانت البرامج الدينية هادفة فعلاً، وقادرة على رفع الوعي الديني والأخلاقي للمشاهدين، وتنشئة أجيال واعدة تمتلك الحد الأدنى من المعرفة الدينية السليمة. أمَّا النسخة الأخيرة فهي نسخة شديدة الرداءة والدناءة؛ حيث تتحكم فيها ثلاثية الإعلان والترند والجهل؛ فلا مجال فيها لقيمة أخلاقية، ولا معرفة دينية.  لا يزال المشاهدون يذكرون -بإكبار وتوقير- أسماء مذيعي وضيوف البرامج الدينية في نسحتها القديمة؛ حيث المذيعون على قدر عالٍ من الرصانة واللباقة والفهم والأدب الجم، وحيث الضيوف علماء أجلَّاء. أمَّا الآن فقد انقلب الشيء إلى الضد؛ برامج تحمل الصبغة الدينية، ولكنها أقرب إلى البرامج الفكاهية والكوميدية الهشَّة. لا أحد ينسى المذيعين الأكارم: السيدة كريمان حمزة، والأستاذين: أحمد فراج وتهامي منتصر..مثالاً لا حصرًا، كما لا يغيب عن ذاكرة أحد أسماء نجوم زاهرة مثل: الشيخ عطية صقر والدكتور محمد الراوي والدكتور محمد المُسير والدكتور عبد الصبور شاهين والدكتور عبد الله شحاتة مثالاً لا حصرًا. في السنوات الأخيرة..تم تصحير الساحة الدينية الإعلامية وتجريفها من العلماء  والإعلاميين الحقيقيين، في مقابل التمكين لمجموعات بهلوانية شديدة السطحية، الدين بالنسبة لها باب للاسترزاق، ووسيلة مضمونة للشهرة؛ لذا لم يجد الرأي العام حرجًا في السخرية منهم والاستهزاء بهم. لقد نجح هؤلاء الأراذل في هدم صورة عالم الدين بما يجب أن تكون عليه من وقار واحترام. قادة المؤسسات الدينية، بعد زوال رؤوس الفتنة وأسباب الخلاف والاختلاف، مدعوون الآن أكثر من أي وقت مضى؛ للاجتماع ومناقشة هذا الخلل الجسيم ووضع حلول عاجلة وناجعة ونافذة للعلاج وتصحيح المسار. لا يصح -يا أصحاب الفضيلة- أن يظهر على الشاشة مَن يُشكك الناس في دينهم بمرويات ساقطة وحكايات هابطة واستدلالات رديئة، ولا يصح أن يتصدر للحديث في الدين أصدقاء الراقصات  ومرتادو الأماكن المشبوهة ورفقاء كارهي الإسلام بالسليقة. المهمة ثقيلة وجسيمة وصعبة؛ لأنها نتاج أعوام من الإهمال والتخبط والعشوائية..ولكنها الآن وجبت، وهذه مسؤوليتكم التي سوف تُسألون حتمًا عنها يوم القيامة، قبل أن يخرج أحدُهم ليقنعنا بأن يوم القيامة أسطورة من الأساطير وخرافة من الخرافات..أنتم لها، أعانكم الله.