شيء منطقي ان يعكس ترتيب الدول الحائزة
علي ميداليات بالدورات الأولمبية مدي تقدم هذه الدول، ليس رياضيا فقط، بل علميا
ايضا، كما ان هذا الترتيب هو نتيجة طبيعية لمدي ما وصلت اليه تلك الدول من تقدم
علي مسار احترام حريات وحقوق شعوبها.
ولذا سنجد دوما في المقدمه امريكا ،
فرنسا انجلترا اليابان.. الخ.
اما عن نتائج
بلادنا في تلك الدورات، فطالما لا حرية ولا تقدم علمي ولا احترام لحقوق انسان
لدينا، فمنطقي ان نكون في المؤخرة.
كنت اليوم ادور مع مريض مسن، علي
مستشفيات مصر الحكوميه، واسير في طرق وشوارع بلادنا، وانتهيت اخر النهار الي ان
اقل وصف لما نحن نعيش فيه ، هو اننا قد وصلنا الي مرحلة متدنية من التخلف في كل
شيء تقريبا، حتي علي مستوي السلوكيات الانسانية.
ادارات المستشفيات تتعامل مع المرضي،
خاصة من كبار السن والفقراء، باعتبارهم متسولين او عالة عليهم، كما انه لا يوجد اي
نشرات ارشادية، او اي استعلام يوجهك الي اي مكان، في حين ان الاجراءات الروتينيه
بمستشفيات التأمين الصحي علي سبيل المثال تكاد تعجز اي مريض علي بلوغ سرير بها،
بينما قيمة تذكرة الكشف بالعيادة الخارجية بمستشفي هليوبليس بمصر الجديدة وهي
مستشفي حكومي قد بلغت نحو مائة وعشرين جنيها!.
اما عن التنقل عبر الطرق الواصله بين الاحياء والقري، فقد اصبح
شيء من العذاب، طرق متهالكه تكاد تخلو من الرصف، وشوارع تمتليء بالحفر والاتربه
والمطبات.
لماذا حدث كل هذا القدر من التخلف في
بلادنا؟
الاجابة ببساطة شديدة، لا شفافيه من
سلطة، ولا رقابة من شعب، ولا محاسبة لمسئول، او بلغة المثقفين الذي حدث هو غياب
الديمقراطية عن بلادنا.
ومن العجيب ان بلادنا العزيزة مصر تظل
لحوالي ١٥ عام بلا مجالس شعبية محلية منتخبه تراقب وتحاسب مسئولي الاحياء والقري
والمراكز والمحافظات!
وطبعا عن دور مجلسي النواب والشيوخ حدث
ولا حرج.
للاسف بلادنا تمضي علي هذا الحال منذ
عشرات السنوات، وهي هي نفس السياسات.
لا اود الاسترسال اكثر من هذا في سرد
تلك الاحوال السيئة، لنبقي معا علي شيء من الامل في احداث تغيير ما، يبدل هذا الذي
نعيشه من فشل وتخلف وتردي علي كافة المستويات.
ولتبقي الفرصه في هذا التغيير قائمة في
ان يستمع السيد الرئيس الي ما يكتبه ويقوله عقلاء وحكماء الوطن، الذين يتنادون
وينصحون، ويرجون، ونرجوا معهم ان تنصلح تلك الاحوال.
فبدون حرية واحترام لحقوق الانسان، لا
تربح ميداليات.
اسعد هيكل
القاهره ٩ اغسطس ٢٠٢٤