رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

ذكرى ميلاد زير النساء الذي قتله الملل!! أبو بكر عزت الذي توفى وهو مسؤول حكومي!

أيمن نادي الحنفي

الخميس, 8 أغسطس, 2024

12:45 م

في عالم الفن، تتجلى أسماء تبقى حاضرة في ذاكرة الشعوب، تخترق حاجز الزمن لتظل أيقونات لا تنسى، ومن بين هؤلاء الأساطير، يبرز اسم الفنان الكبير أبو بكر عزت، الذي سطّر بحضوره المهيب وإبداعاته الفذة صفحات مشرقة في تاريخ المسرح والسينما والتلفزيون المصري.

 في ذكرى ميلاده، نحتفي بإنجازاته التي لم تكن مجرد أدوار عابرة، بل كانت حكايات خالدة تروى للأجيال، وتعكس روحاً مفعمة بالحياة والعطاء الفني اللامحدود.

أبو بكر عزت، الذي يُعدّ من أبرز الأسماء في تاريخ الفن المصري، وواحدًا من أعمدة المسرح والسينما والتلفزيون، بفضل موهبته الفذة وأدائه المتميز، نجح عزت في كسب قلوب الجماهير وتأسيس مكانة فريدة له في وجدان محبيه.

وُلد أبو بكر عزت في حي السيدة زينب بالقاهرة في 8 أغسطس 1933، وتلقى تعليمه في مدرسة الخديوية الثانوية، حيث تخرج منها العديد من الفنانين المصريين. لاحقاً، التحق بكلية الآداب قسم الاجتماع وبدأ مسيرته الفنية وهو طالب بالجامعة، حيث أخرج أعمالاً مسرحية نال عنها العديد من الجوائز، أبرزها جائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي عام 1996.

انطلقت مسيرة أبو بكر عزت المسرحية بقوة مع مسرحية "الدبور" عام 1964، تلتها نجاحات متتالية في أعمال مثل "المفتش العام" و"حركة ترقيات" عام 1966، وصولاً إلى مسرحية "على جناح التبريزي وتابعه قفة" عام 1969، التي تُعدّ إحدى المحطات البارزة في تاريخ المسرح المصري بفضل أدائه الرائع بجانب الفنان عبد المنعم إبراهيم.

استمر عزت في تحقيق النجاحات على خشبة المسرح مع أعمال مثل "عفريت الستات" و"سنة مع الشغل اللذيذ"، التي كانت أول مسرحية مصرية تعرض لعام كامل بشكل متواصل. تميزت مسيرته المسرحية أيضاً بمسرحيات "البيجاما الحمراء" و"الزوج العاشر" و"الحامي والحرامي" و"العالمة باشا" و"سعدون المجنون"، مما أكسبه مكانة رفيعة كأحد أعمدة المسرح المصري.

في حياته الشخصية، كان أبو بكر عزت متزوجاً من الكاتبة كوثر هيكل وله ابنتان، سماح وأمل، وقد عُرف بصداقة قوية مع الفنان الراحل صلاح السعدني، حيث دفنا في مقابر متجاورة كدليل على عمق صداقتهما.

لم يقتصر نجاح عزت على المسرح فحسب، بل امتد ليشمل السينما والتلفزيون، حيث قدّم أكثر من 55 فيلماً وعدداً كبيراً من المسلسلات التلفزيونية التي حققت إعجاب الجمهور. من أبرز أفلامه "المرأة والساطور" (1997) و"ضد الحكومة" (1992) و"الهروب" (1991)، بينما تميز في التلفزيون بأعمال مثل "أرابيسك" و"زيزينيا" و"رأفت الهجان".

نال عزت خلال مسيرته الفنية العديد من الجوائز، منها جائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي العالمي عن فيلم "المرأة والساطور"، إلى جانب جوائز من مهرجانات محلية ودولية أخرى، مثل جائزة يوم المسرح المصري وجائزة مهرجان تونس المسرحي وجائزة مهرجان الإذاعة والتلفزيون.

في مايو 2002، عبّر عزت في حديث مع صحيفة البيان الإماراتية عن شعوره بالملل من تكرار أدوار "الباشا ورجل الأعمال وزير النساء والشرير خفيف الظل"، مما دفعه للمشاركة في مسلسل "شعاع من الأمل"، حيث جسد شخصية "عمدة".

توفي أبو بكر عزت بأزمة قلبية حادة بينما كان في طريقه لموقع تصوير مسلسل "ومضى عمري الأول"، والذي كان يجسد فيه شخصية "حافظ سري"، المسؤول الحكومي الذي يتسبب في دخول البطل السجن ويتزوج زوجته. برحيله، ترك عزت إرثاً فنياً غنياً سيظل خالداً في ذاكرة الأجيال المقبلة.