في لحظات من الألم النفسي والصراع الداخلي، تتبدل الحياة إلى مأساة كبيرة، لتلقي بظلالها على الجميع.
وحينما تتشابك خيوط الحب والخوف والغضب، تندفع الفتاة العشرينية وتدعى"رقية" إلى قرار مفجع ينهي حياتها، بمدينة 6 أكتوبر، حيث تحول الخلاف الحاد مع والدتها إلى فصلٍ أخير في حياة مفعمة بالألم، لتسقط أوراق الأمل والبراءة من شرفة الطابق الرابع، تاركة خلفها حكاية موجعة تهز القلوب.
القصة بدأت عندما غادرت "رقية" منزل والدها بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية دون علمه، لتنتقل للإقامة مع صديقات لها في قاهرة المعز.
هذا التصرف أغضب والدتها التي تقيم في القاهرة، نظرا لانفاصالها عن والدها، مما دفعها لاتخاذ رد فعل عنيف على ما قامت به ابنتها.
أخذت الأم ابنتها إلى شقتها في مدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، وبدأت بتعنيفها ومعاتبتها بشدة لتركها منزل والدها دون علمه، لم تحتمل الفتاة الكلمات القاسية، لأنها كانت تعاني من حالة نفسية سيئة منذ انفصال والديها.
وفي ختام النقاش الحاد، قررت الفتاة إنهاء حياتها بإلقاء نفسها من الطابق الرابع.
وكان اللواء محمد الشرقاوي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، قد تلقى إخطارًا من العقيد أحمد أبو بكر، مفتش مباحث أكتوبر، يفيد بتلقيه بلاغًا من عمليات النجدة بمصرع فتاة إثر سقوطها من عقار. تم نقل جثتها إلى المشرحة.
تفاصيل الواقعة
انتقل المقدم كريم سمير، رئيس مباحث قسم أكتوبر ثان، إلى مكان الحادث. وتبين مصرع "رقية"، 20 عامًا، وهي طالبة. وبإجراء التحريات، تبين أنها كانت تعاني من حالة نفسية سيئة بعد انفصال والديها، وكانت تقيم مع والدها في الزقازيق.
أظهرت تحريات المقدم سمير أن الفتاة كانت في الزقازيق حتى يوم الحادث، ثم غادرت إلى منزل صديقاتها، مما أغضب والدتها التي وصلت إليها وأخذتها إلى شقتها في 6 أكتوبر. هناك، وبعد معاتبة والدتها لها على ترك منزل والدها دون علمه، ألقت الفتاة بنفسها من شرفة الشقة في الطابق الرابع، ما أدى إلى وفاتها في الحال، وتولت النيابة التحقيق في الواقعة.