في مستهل حياتها الفنية بمصر، واجهت الفنانة صباح تحديات كبيرة بعد أن انتقدها الفنان فريد الأطرش بشدة، حيث وصف صوتها بأنه يشبه صوت المعزة، مشككاً في قدرتها على أن تكون فنانة أو مطربة أو حتى ممثلة. هذا الانتقاد اللاذع ترك أثراً عميقاً في نفس صباح، فقررت أن ترد عليه بطريقة تعكس قوة إرادتها وإصرارها على إثبات نفسها.
تقول جانت، ابنة أخت الفنانة الراحلة صباح، في تصريحات صحفية، إن صباح كانت تتمسك دائماً بحقها ولن تترك أي إساءة تمر دون رد، حتى وإن تطلب الأمر وقتاً طويلاً.
وفي حالة فريد الأطرش، كانت صباح قد أخذت انتقامها بطريقة غير متوقعة، فعندما أتيحت لها الفرصة للعمل معه في أحد الأفلام، اشترطت أن يكون اسمها مقدماً على اسمه في التترات، وهو ما تحقق فعلاً، في إشارة إلى رد اعتبارها.
على الرغم من ذلك، حافظت صباح على علاقة قوية مع فريد الأطرش، حيث شاركها في عدد من الأفلام وقدم لها مجموعة من الألحان التي حققت نجاحاً كبيراً مثل "يادلع" و"حبيبة أمها" و"بيحبني وبحبه".
وقد أكد الكاتب الصحفي محمد بديع في مقالاته لمجلة "الموعد" سنة 1975 أن العلاقة بين صباح وفريد الأطرش كانت قائمة على الاحترام المتبادل رغم الأزمات التي نشأت بينهما بسبب اختلاف مزاجهما وطبيعتهما الشخصية.
وفي حوار أجراه بديع مع فريد الأطرش، أوضح الأخير أن صباح لم تنسَ انتقاده لها في بداياتها، وأنه شعر دائماً بأن لديها رغبة في الانتقام منه، رغم أن الأطرش قدم لها ألحاناً رائعة.
وأشار إلى أنه عندما جاءت صباح إلى القاهرة في عام 1942، لم ير فيها استعداداً كافياً للنجاح، ولكنه اعتذر لها لاحقاً علنياً عن ذلك الانتقاد بعد أن حققت نجاحاً كبيراً في مسيرتها الفنية.
وفي عام 1992، أثناء حوار لها مع مجلة "الموعد"، ذكرت صباح أنها كانت تحب صوت فريد الأطرش بشدة، وعندما علمت بأنه مدعو لعشاء مع طبيب أسنان في لبنان، اقترحت على الطبيب أن تغني في الحفل لكي يسمعها الأطرش.
ورغم أنها كانت ترتدي مريلة المدرسة، صدمها الأطرش برأيه قائلاً: "إيه ده، أنتي بتلعبي، أنتي لسه صغيرة، روحي كملي دراستك أحسن". من هنا، قررت صباح أن تتخذ من ذلك اليوم دافعاً للرد عليه بشكل يحقق لها انتصاراً شخصياً.