رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

محمود إبراهيم يكتب : هل يعي الإنسان ألوهيته؟!

المصير

الأربعاء, 31 يوليو, 2024

05:58 م

نفصل دون وعي بين الإنسان والإله، فنقول أن الإنسان أضعف والإله أقوى. ونكتفي بهذا القدر، ولكننا لا نفصل بين الإنسان والإله بشكل منهجي يمكننا من تتبع الفجوة بين الإنسان والإله. وأعتقد أن شرك الإلحاد مختبئ في هذه الفجوة!!

قال الإله جل في علاه للنار أن تكون بردا (وسلاما) على إبراهيم، فإن قال بردا فقط لتجمّد سيدنا إبراهيم من البرد ومات، وأثبت الله هذا في كتابه المحكم على أنه آية من آياته وبيانٌ لقدراته 
ولكن ألا يمتلك الإنسان قدرة مشابهةً لهذا في عصرنا الحالي؟ فبكبسة زر يُشعل المبرّد (التكييف) ويتحكم في درجة حرارة الغرفة 
ألا يستطيع أن يخترق السحاب وأن يحفر الجبال؟ ألا يساوي هذا شيئا في نفسية الإنسان ومنظوره عن الحياة وعن الإله؟

أذكر قول عالم الفلك كارل سيجان في إحدى المقابلات المتلفزة وهو يقول فيما معناه (أن الحائط الذي بيننا وبين الإله يبنيه الجهل بحقيقة الكون وأنه كلما زادت مساحة المعرفة لدى الإنسان قلّت لديه المساحة الغامضة التي يملؤها عادة بإله)

ويعني هذا أن الإنسان كلما تجبّر في الأرض وقلّده ربه مقاليدها وحكّمه فيها واستخلفه عليها ظن أنه بذلك قد تحكم لا حكم وقد تملّك لا ملك
وهنا يقع الإنسان في شرك الإلحاد لأنه يظن أنه لا يحتاج ربا ليقيم له نَفْسه ودنياه لأنه قادر على فعل كل شيء بمفرده والحقيقة أنه يحتاج الله ليرد إليه طرفه وليأذن له بنَفَسٍ ومأكل ومشرب
فالإنسان لا يملك حقا إلا نزوعه وإرادته.

وعليه فإن الإنسان بحاجة لأن يعي مقدار تطوره وأن يعرف حقيقة نفسه لعله.. يوما ما.. يعرف بذلك حقيقة ربه.