بالأمس وانا أكتب في قضية خالية من ثمة دليل يقيمها على سوقها للوصول للحق المطلوب فيها ولأني في موقف المدعى عليه سألته سؤال هل للمدعي حقاً لديك ؟ قال نعم!
ولكن اريد كسب الوقت لتدبير أموري لسداده ؛ فقلت له ولماذا لا تبادر بطلب الصلح معه وجدولة المبلغ حسب ما يتم الاتفاق عليه ؟ فأجاب بأنه حاول مراراً ولكن المدعي يأبى ذلك ؛ فذهبت للبحث عن دفاع للقضية التي وضعت فيها لعلي أجد لي مخرجاً لأكتب الرد على الدعوى محافظاً على كرامة مهنة المحاماة ورسالتها في الدفاع عن حقوق الغير بما يتوافق مع الأحكام الشرعية والأنظمة المرعية وقبل ذلك مراعاة وجود الحجة التي تخلي سبيلي أمام محكمة الأخرة على اعتبار أن الدعوى معلومة لدي ولابد أن أكتب الجواب عليها قبل الرد على دعوى عميلي بمحكمة الدنيا ؛ والتي من شأنها أن تخل بواجبات المهنة في تحقيق رسالة المحاماة باعتبارها عوناً للقضاء في إحقاق الحق ورد المظالم لأهلها .
وعندما هرولت للبحث عن المخرج فوجدت نفسي أمام حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال " إنَّكم تختصمون إليَّ، ولعل بعضَكم أن يكون أَلْحَنَ بحُجَّته من بعضٍ؛ فأقضي له على نحوٍ مما أسمع، فمَن قضيتُ له من حقِّ أخيه شيئًا فإنما أقطع له قطعةً من النار، فليأخذها أو يذرها " ولأني أصبحت أعلم بأن المدعي صاحب حق وأن دعواه قد لا تثبت الا بطلب يمين المدعى عليه ولأني أخشى من حلفه يمين فاجراً فاجتمعت به وشرحت له الموقف كاملاً وليتَّقِ الله وسيجد مخرجاً من الله وإن ترافع فيها وآلت ليمينه فليتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم "مَن حلف يمينٍ يقتطع بها مال امرئٍ مسلمٍ بغير حقٍّ لقي الله وهو عليه غضبان" فالأمر عظيم، والواجب الحذر من الظلم لأنه ظلمات يوم القيامة ، وهذه رسالتي اليك ضع نفسك أمام قاضي السموات والأرض لأن ملف الدعوى التي ستغلقه في الدنيا وتحقق فيه النتيجة بلحن الحجة وبدون وجه حق فتأكد أن ملف دعواك التي كنت فيها محامياً مدافعاً عن الباطل مفتوحاً وستقف فيها مدعىً عليك فإن وجدت جواباً على دعواك بالأدلة الشرعية الدامغة فأكمل مسيرتك لأنك تسير في طريق الحق وإن لم تجد فقف وحاسب نفسك قبل أن تحاسب!