يعيش السودانيون حياة صعبة ومأساوية منذ أكثر من عام تقريبًا على اندلاع الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش، لدرجة أن ثلث الأشخاص الذين يدخلون المستشفيات لإصابات مرتبطة بالحرب هم من النساء أو الأطفال دون العاشرة، وذلك حسب ما أعلنه رئيس منظمة أطباء بلا حدود منذ يومين.
تدهور النظام الصحي
وفي تطور خطير للوضع الإنساني والصحي في السودان، كشف رئيس منظمة أطباء بلا حدود، أن النظام الصحي هناك يتدهور وأن أكثر من 70% من المنشآت الطبية لا تعمل بسبب التدمير والنهب.
تصريحات رئيس أطباء بلا حدود
قال في تصريحات له: "أجرينا استطلاعات أظهرت أن هناك زيادة في الأمراض المتعلقة بسوء التغذية، وخاصة في صفوف النساء الحوامل اللائي يفقدن أطفالهن بسبب سوء التغذية".
وتابع: "نعمل في 8 ولايات بالسودان، إحداها الخرطوم التي شهدت نزوح الملايين. نحاول أن نعيد عمل بعض المنشآت الصحية التي تأثرت بسبب الحرب، حيث أن أكثر من 70% من المنشآت الصحية في السودان لا تعمل لأنها دُمرت أو نُهبت أو ليس لديها إمدادات كافية أو عدد كافٍ من الموظفين".
وأشار إلى أن "التواصل يتم مع المنشآت الطبية الموجودة وخدمات وزارة الصحة، لكن يجب علينا التعاون مع الطرفين المتحاربين، الجيش والدعم السريع، لضمان أمن وسلامة موظفينا".
أزمة تمويل
كما أكد أن هناك أزمة تتعلق بالتمويل موضحًا: "تعاني منظمات الأمم المتحدة من نقص كبير في التمويل، كما أن المنظمات غير الحكومية لا تستطيع المجيء بسبب المخاطر الأمنية. أطباء بلا حدود ستزيد نشاطاتها في السودان لسد الفجوات الموجودة بسبب نقص التمويل".
أوضاع صعبة وغير محتملة
وفقًا لآخر إحصاء حول الأوضاع في السودان، فقد قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص في الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقال رئيس أطباء بلا حدود إن العديد من المنظمات اختارت "موقفًا متحفظًا وهو الانتظار لمعرفة كيفية تطور النزاع".
مئات المفقودين
لفتت تقارير حديثة إلى أن القلق يتزايد في السودان بشأن مصير مئات المفقودين والمعتقلين بالتزامن مع تدهور مستمر للأوضاع الإنسانية واتساع رقعة القتال، وشمولها عددًا من المناطق الجديدة في جنوب شرق البلاد وأخرى في ولايات النيل الأبيض وكردفان ودارفور غرب البلاد.
زيادة الاشتباكات
ارتفع معدل الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بنحو 20% في يونيو، وفقًا لمنظمة "أسليد" المعنية بجمع البيانات حول النزاعات في جميع بلدان العالم. وسجلت المؤسسات الدولية نحو 6760 حادث عنف، وأكثر من 18700 حالة وفاة.