تروي الأساطير العربية القديمة قصة مذهلة عن الملكة بلقيس، ملكة سبأ، التي كانت والدتها جنية ووالدها إنسياً.
تقول القصة إن والد بلقيس كان ملكاً عظيماً اسمه الحارث، وكان يبحث عن زوجة مناسبة، لكن لم يجد من تستحق قلبه بين بني البشر.
في ليلة مظلمة، بينما كان الحارث يسير في حديقته، ظهرت له جنية جميلة تُدعى رعناء، كانت تمتلك جمالاً خلاباً يأسر القلوب.
جذب الحارث بجمالها، وعرض عليها الزواج، ترددت رعناء في البداية لأنها تعلم أن زواج الجن من الإنس ليس بالأمر السهل، لكنه أصر وقدم لها كل ما تطلبه.
قبلت رعناء الزواج بعد أن تأكدت من صدق نوايا الحارث. ومع مرور الوقت، أثمر زواجهما عن ولادة ابنة جميلة أسموها بلقيس، ورثت بلقيس جمال والدتها الجنية وحكمة والدها الإنسي، مما جعلها محبوبة ومميزة بين شعبها.
نشأت بلقيس بين عالمين، تتعلم أسرار الجن من والدتها وتتلقى تعليماً صارماً في حكم المملكة من والدها، وهذا الخليط من الإرثين أعطاها قدرات فريدة ورؤية عميقة في إدارة مملكتها، مملكة سبأ، التي أصبحت واحدة من أقوى وأغنى الممالك في تاريخ العرب.
عندما كبرت بلقيس، تولت العرش بعد وفاة والدها، و قادت مملكتها بحكمة وشجاعة، واشتهرت بذكائها وحنكتها السياسية.
تقول الأساطير أيضاً إنها كانت على اتصال دائم بوالدتها الجنية التي كانت ترشدها وتنصحها في الأمور الصعبة.
تظل قصة الملكة بلقيس وأصولها الجنية أسطورة ملهمة تعكس التزاوج بين الخيال والواقع، وتبرز أهمية الحكمة والجمال في القيادة.