كتب: محمد أبوزيد
قبل ساعات قليلة نشرت صحيفة الواشنطن
بوست الأمريكية تقريرا مثيرا أكدت فيه أن
دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس توافقتا
على "إطار عمل" لإطلاق سراح الرهائن واتفاق الهدنة في المفاوضات
الدائرة بينهم حاليا في قطر، وقالت الصحيفة أن حماس وإسرائيل تتفاوضان الآن على
كيفية تنفيذه، مشيرة إلى أن الخطوة الرئيسية كانت موافقة الطرفين على قبول
"الحكم المؤقت" لغزة من قبل قوة تدعمها السلطة الفلسطينية في المرحلة
الثانية من الصفقة وأن حماس وافقت على هذا الأمر.
من جانبه نفي الدكتور أحمد عبد الهادي
ممثل حركة حماس في لبنان أن تكون الحركة قد وافقت مطلقا عن التنازل عن إدارة شئون
غزة للسلطة الفلسطينية في المرحلة الانتقالية، وقال في تصريح مختصر
ل"امصير" ، هذه الأنباء ليس لها أي أساس من الصحة، والحركة فم توافق
مطلقا على نشر قوات أمن عربية أو تابعة للسلطة في غزة "
ويستشهد التقرير الذي نشرته واشنطن
بوست ، في مقال افتتاحي للمحلّل السياسي الأميركي، ديفيد إغناطيوس، بمسؤول أمريكي
كبير قائلا إن "الإطار متفق عليه" والأطراف الآن "تتفاوضان على
تفاصيل كيفية تنفيذه".
ويقول التقرير إن المسؤولين يحذرون من
أنه على الرغم من وجود الإطار، إلا أن الاتفاق النهائي ربما لا يكون وشيكا،
وسيستغرق الأمر بعض الوقت للتوصل إلى جميع التفاصيل.
وكتب إغناطيوس: "كان حجر العثرة
هو الانتقال إلى المرحلة الثانية حيث
ستطلق حماس سراح الجنود الذكور الذين لا يزالون كرهائن ويوافق الجانبان على
"نهاية دائمة للأعمال العدائية" مع "انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية
من غزة".
ووفقا لإغناطيوس، فإن التطور الرئيسي
هو أن كل من إسرائيل وحماس قد "أشارتا الآن إلى قبولهما لخطة "الحكم
المؤقت" التي ستبدأ بالمرحلة 2، والتي لن تحكم فيها حماس ولا إسرائيل غزة".
وأوضح أن الأمن سيتم توفيره من قبل قوة
مدربة من الولايات المتحدة، تدعمها بعض من الدول العربية.
وسيتم سحب القوة من مجموعة قوامها 2500
شخص من مؤيدي السلطة الفلسطينية الذين تم فحصهم بالفعل من قبل إسرائيل.
ووفقا لتقرير واشنطن بوست فأن حماس أخبرت
الوسطاء أنها "مستعدة للتخلي عن السلطة لترتيب الحكم المؤقت"،
كما قال مسؤول أمريكي للصحيفة.
وهو ما نفته قيادات الحركة جملة
وتفصيلا.
التفاصيل الكاملة لصفقة تبادل الأسري
ووقف الحرب
وكانت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية قد
نشرت تقريرا مطولا قبل يومين كشفت فيه عن كل تفاصيل المفاوضات الدائرة لوقف الحرب
في غزة، وقالت الصحيفة أن الصفقة ستتم على 3 مراحل، وأن كل مرحلة لمدة 42 يوما،
إجمالي 132 يوما يتفق خلالها الطرفان على أن وقف إطلاق النار سيكون ساري المفعول.
- في
المرحلة الأولى، والمعروفة باسم "النبض الإنساني"، سيتم إطلاق سراح
النساء والجنود والجرحى والأطفال والمسنين - مقابل إطلاق نحو 600 عنصر ستحدد
"حماس" هوياتهم، وسيكون لإسرائيل حق النقض على بعضهم. وفي اليوم السادس
عشر من هذه المرحلة، ستبدأ المفاوضات بشأن إنهاء القتال، والتي ستستمر في المرحلة
الثانية أيضا.
وفي المرحلة الأولى، سينسحب الجيش
الإسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة وممرات العبور وهي طريقة
ستسمح لسكان غزة الذين فروا من القطاع الشمالي بالعودة إلى منازلهم، وفي هذه
المرحلة، سيتم إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين بشكل متدرج وفي مجموعات صغيرة،
مع فارق أيام بين المجموعات، وبالتالي تترك "حماس" لنفسها أداة ضغط على
إسرائيل إذا لم تف بالتزاماتها - على سبيل المثال. في الواقع، الاتفاقية برمتها
مبنية على أن يكون لدى الطرفين نفس أدوات الضغط على الآخر في حال اعتقد أحدهما أن
الآخر لا يفي بالتزاماته.
في المرحلة الثانية، سيتم إطلاق سراح
الرجال ("الذكور" بلغة اقتراح "حماس")، أي الجنود والشبان
الذين تم اختطافهم من "نوفا"، وهم صغار السن نسبيا، ومقابل إطلاق سراح
الرجال الذين يقل عددهم عن 20، سيتم إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين وفق معايير
لم يتم تحديدها بعد، وفي هذه المرحلة ستستمر المفاوضات بشأن الوقف الدائم لإطلاق
النار، أي نهاية الحرب.
- في
المرحلة الثالثة، ستتم إعادة جثامين القتلى الإسرائيليين بيد "حماس"،
مقابل عدد غير معروف من المعتقلين الفلسطينيين وربما الجثث أيضا.
في نهاية هذه المرحلة (بعد 132 يوما)،
سينتهي وقف إطلاق النار المؤقت، ووفقا لـ"حماس" فإن وقف إطلاق النار
الدائم يجب أن يبدأ، وهذا يعني نهاية الحرب.
فالولايات المتحدة، والوسطاء، وربما
أطراف دولية أخرى، ستمنح "حماس" ضمانات، كما تطالب، بأن إسرائيل لن تشن
حربا أو عمليات عسكرية ضدها في وقت لاحق.
وفقا للتقرير، فإن كلا الجانبين
متحمسان لإنهاء القتال.