رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

د.رشا ضاهر تكتب : رسالة إلى السماء

المصير

الثلاثاء, 9 يوليو, 2024

05:33 م

                                            عزيزي 
‎(ً!!!!!!!عزيزي )
‎ أعلم جيدا كم هو لفظ أبله وأرى علامات التعجب في عينيك ولكن هكذا يبدؤون
‎دوما الرسائل  (عزيزي  ….صديقي وهكذا) دعنا نعبث قليلاً  بالكلمات لكن بحرص  فإن تركت العنان لخيالي في وصفك ربما 
‎لا أستطيع نشر  رسالتي هذه وحتما سترفضها الرقابة وربما يتهموني بإفساد أخلاق الصالحين في بلادنا .. وفي طيات أرواحهم  يتمنون لو عشقتهم امرأة مثلي بكل هذا الشغف والجنون  …فأنت تعرف خير المعرفة عالمنا الشرق أوسطي الذي يُفضلنا عاشقين في الخفاء   .... نعم  أنها هي تلك الابتسامة التي ارتسمت للتو على شفتيك ..أعواما وأعواما ابذل جهدا عظيما لأنمي روح الفكاهة بداخلي كي أنال شرف رؤيتها كلما التقينا
 
‎.             اذن صباح الخير يا أنا 
‎قبل أن أبدأ رسالتي لا اعلم ان كنت تتذكرني أم  صرت مجرد خيالات في  وطنك الحالي 
‎هل تتذكر الأرواح الطاهرة سكان كوكب الأرض الملعون أرجوك  أخبرني  يقتلني الفضول ..جدتي كانت تخبرني أن أمي تراني  وتشعر بي هل أنت أيضا مثلها ؟   دعك من كل هذا العناء لا تجهد ذهنك سأعرفك بنفسي  .
‎أنا قطتك الأرضية المدلله هكذا كنت تدعوني . لا استطيع القول انني كنت حبيبتك فالحب قابل للنسيان وللتلاشي مشاعر تنمو سريعا وان لم ترو بأشياء عدة تمت و تتحول لمشاعر ذابلة  ذكريات ربما نبتسم ابتسامة شجن أو ندم لو مرت  برؤوسنا
‎مابيننا قرب راسخ كأعمدة ومسلات وأهرامات بناها فراعنة تحمل أسراراً غامضة .سحر خفي صنعه ساحر ماهر ثم أطلقوا عليه وابلاً من النيران كي لا يشي بالسر الذي يجعل ذلك الشيء بيننا لا يتأثر بعوامل زمان أو مكان . ما بيننا ايمان وعقيدة وتسليم كامل                   
‎      حاولت أن  أتعايش وأتكيف مع الوضع الحالي وخاصة بعد  أن أخبرني 
‎الأطباء بأن كل شيء على ما يرام حتى الآن ومن الصعب تحديد موعد لقائي التالي بك  .
‎امنحني دقيقتين فقط  أجلب لنا كوبين من الشاي  وأغمض عيني و أجلس بجوارك احتضن يدك اليمنى  وأقبل أثر جرح الطفولة القديم   دعني أقص عليك  بعض ما كانت تخفيه الحياة لي .            
‎ دعنا نضحك قليلاً هل رأيت ذلك المختل الذي أقسم لي بمنتهى الشجاعة أنه سوف ينجح في أن يُنسيني  أدق تفاصيلنا ..بمجرد أن أنهى كلامه أصابتني نوبة ضحك هستيري لدرجة أنه غادر المكان في ذهول وأخبر كل أصدقائنا أنني أصبت بالجنون ولابد أن أذهب للطبيب في أسرع وقت .. الغريب انه  رآني أضحك رغم انني كنت أبكي وانتحب  .  والآخر هذا هل تعرفه ؟نعم تعرفه  لا تكذب ..منذ متى تعلمت المراوغة ؟فطيفك يصاحبني وأعلن عن نفسه ذات مرة . رأيتك حينما حاول الإقتراب مني شعرت برعشه في جسدي  رأيت وجهك عابساً  ويحاول طيفك الخروج مني صرنا نتنازع أنا وطيفك  حتى هدأ وأستقر  وقرر  العودة  .  ذلك الغريب طلب مني أن أصطحبه  في زياراتي لموطنك الحالي  اعتقد انه لم يحبني على الإطلاق وربما احبني بشدة  ربما أحب أخلاصي للغائب عندما أخبرته أنك لم تغب يوماً
‎والدتك بخير ما زالت تحتسي قهوتها في شرفتها . يا الهي مازال سحر بريق عينيها ولون بشرتها البرونزي كما هما بنفس الرقه والجمال . سأظل متشبثة برأيي تشبهها أنت كثيرا ولا تشبه أباك رغم وسامته أيضا  . زرت حبيبتي  روز منذ أسابيع قليلة وتركتني لخلوتي كالعادة قبل أن نبدأ حديثنا أنا وهي سويا عن كل شيء في الحياة إلا أنت كانت تخاف أن يفتح الجرح من جديد فهو لم يلتئم بعد   . دخلت مطبخ روز الجميلة.. تضع كوبك وطبقك وملعقتك وشوكتك وسكينك في علبة زجاجية مستطيلة لها مفتاح في ركن خاص وكأنهم آثار نادرة غير مسموح باللمس أو الأقتراب     اهدتني روز نسخة من المفتاح .  أخرجت كوبك الذي كنت تتناول فيه عصيرك المفضل أخذت أتحسس حافة الكوب ربما أجد  أثر شفتاك  . نجحت في ذلك ولم 
‎يصيبني الفشل ولو لمرة . كان شعوري دوماً صائباً
‎ المزهرية البيضاء اتتذكرها لم تتحرك من مكانها وكلما مددت يدي بداخلها أجد مفتاح صندوق ذكرياتنا . من المؤكد أن روز اكتشفت مخبئنا السري  ولكنها فضلت ترك الذكريات كما هي دون العبث بها . 
‎ما زالت روز تناديني باسمك  ولكني لا أريها  دموعي اطمئن صغيري
‎أباك يبعث لك سلام كبير رأيته منذ ايام قليلة كان يجلس مع أصدقائه ويتحدث عن عبقريتك  ويتباهى بتصاميمك الهندسية الرائعة . ومازال يقدمني لأصدقائه بزوجة إبنه الوحيد . دمعت عيناك الآن كما حدث معي للتو  .رأيتك لا تخفي وجهك عني حينما يغلبك البكاء كعادتك وللمرة المليون أخبرك الرجال يبكون يا صغيري يبكون مثلنا تماماً ليس عيب ولا انتقاص من الرجولة في شيء . نعم نحن لم يسعفنا الوقت والحظ أن نكمل الطريق سوياً ..ولكننا جميعا قررنا أن نستحضر خيالنا ونتخيل كل ما ينبغي أن نفعله ولم يسعفنا القدر . فقد توقف كل شيء كل شيء على الإطلاق

‎  إلا خيالنا الذي يستحضرك في كل المواقف وبالأمس تبادلنا أنا ووالدتك مكالمتنا الأسبوعية  تقص لي روز أحلامها وتتباهى بأنك تزورها كثيرا وأترك لها لذة شعور الإنتصار برؤيتك . ولا أخبرها أنك تسكن في دمى إن كنت حياً أوغائباً.. وفي أحلامي وواقعي
‎وفي دفيء صوت موسيقاي المفضلة

‎  وإن أصابتني الغيرة وأخبرتها  أنك أتيت بالأمس لزيارتي أخبرها بأنك بعثت  الورود لها . لا تخف صغيري فأنا أعتني بها  جيدا واذكرها بالدواء كل ليلة واذهب معها أحيانا للطبيب رغماً عنها . 
‎أحبك
                               عظم الله أجرنا 
‎تحياتي لك ولكل اهل السماء
‎والسلام بداية بلا ختام