لفت نظري رد الفعل على تشكيل الحكومة الجديد، وتعليقات البعض على ما كتبه أحد الزملاء على الفيس بوك، متمنيا التوفيق للحكومة الجديدة.
كانت التعليقات في مجملها؛ مستهزئة ساخطة يائسة؛ وأقرب لتمنى الفشل للحكومة منه إلى الأمل في نجاحها لحلحلة الأزمات التي تطوق عنق الوطن والمواطن الذي يدفع ثمن الفشل.
تساءلت بيني ويبين نفسي أليس نجاح الحكومة سيصيب حتما المواطن بالخير وسيصب ذلك في مصلحته فعلا صبا يخفف أعباءه ولا يزيدها على غرار رفع الأسعار ثم انطلاق جوقة الاعلام الدائر في فلك الحكومة يؤكد أن ذلك الأمر يصب في مصلحة المواطن.
دهم الذهن السؤال التالي: اليس فشل الحكومة سيدفع المواطن ثمنه بمزيد من الضغوط ورفع الأسعار وحياة لا تطاق؟ فلماذا إذا يتمنى البعض فشل الحكومة؟ رغم أن الذي سيدفع ثمن الفشل الذين يرغبون في حدوث ذلك؟
ما الفائدة التي ستعود على المواطن حال فشل الحكومة؟ الإجابة: لا شيء!
لعل المواطن ينطلق من قاعدة: الشريك الخرة اخسر وخسره؛ وهي قاعدة لا تنطبق على علاقة المواطن بالحكومة؛ فليسوا شركاء، كما أن الحكومة لن تخسر شيئا؛ فأعضائها يحصلون على رواتب ومزايا خيالية، ولا يشاركون المواطن معاناته؛ فلماذا يتمنى الساخطين على آداء الحكومة فشلها؟
إذا لم يكن لدى المواطن الغاضب ما يخاف عليه؛ وإذا كان نجاح القائمين على أمره وفشلهم عنده سواء فيجب على صانع القرار أن يقلق.
فالمعدم الذي لا يرى نورا في نهاية النفق؛ ولا يأمل خيرا في مستقبل لا يلوح منه سوى ظلام دامس، ينفصل عن وطنه، وتصبح الوطنية التي تدق أذنيه صباح مساء؛ طنينا لا يتجاوز هواء غرفته.
على صناع القرار في هذا الوطن حلحة الوضع القائم ومحاولة منح الناس بعض الشراكة في هذه البلاد وتفعيل طاقاتهم في البناء بدلا من استبعاد الجميع والتصرف نيابة عنهم ووضعهم على الأرفف كالكراكيب التي لا حاجة لها فما لا يفعل يفسد وإذا لم يدرك المواطن أنه عنصر فاعل ومشارك فلن يعنيه من أمر الوطن شيء.ولم يبن وطن على مر التاريخ إلا بمساعدة وسواعد أبنائه.
على صانع القرار أن يقلق إذا كانت ردود أفعال الناس ساخطة غاضبة على كل حال وعلى علماء الاجتماع أن يقدموا لنا تفسيرا لتلك الظاهرة.