رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

هرم ”العدسة الثائرة”.. عاطف الطيب ”قلب السينما” لايتوقف عن النبض!

المصير

الأحد, 23 يونيو, 2024

07:25 م

كتب -شريف سمير:

بمجرد ذكر اسمه، ينهض الصغير والكبير واقفا احتراما وتبجيلا .. فقد أقنعت عدسة المخرج السينمائي الراحل عاطف الطيب الجميع بأن وراءها عقلا مهموما بالوطن، عاشقا لترابه، مبحرا في مشاكله الاجتماعية وثقوبه السياسية، ولايتخلي أبدا عن مشرط التشريح وتنظيف الجروح مهما كانت مؤلمة .. ودائمة!!

** مخرج الصدمة!

وفي ذكرى رحيله التي تصادف اليوم، نبدأ نيجاتيف "مخرج الصدمة" بتخرجه من المعهد العالي للسينما عام 1970، وخلال فترة دراسته وبعدها، عمل الطيب كمساعد مخرج مع عدد من الأسماء الكبيرة في صناعة السينما مثل مدحت بكير، محمد شبل، شادي عبد السلام، ويوسف شاهين .. وصقلت التجارب موهبته وشكلت رؤيته الإخراجية ليصنع لنفسه "إطارا خاصا" يصعب تقليده، ويسهل فقط الاقتداء به!.

** جواهر واقعية!

وكان فيلم "الغيرة القاتلة" هو نقطة انطلاقة الطيب عام 1982، وواصل مسيرته السينمائية بجواهر واقعية نطقت بالحقائق وعزفت في صمت وحساسية علي وتر مشاعر المتفرج، وتوجت رحلة بنائها بنجاح نقدي وجماهيري منقطع النظير مثل "التخشيبة"، "سواق الأوتوبيس"، "ضد الحكومة", "ملف في الآداب", "الهروب"، "قلب الليل"، "البدروم"، "ناجي العلي"، و"ليلة ساخنة"!

** تحفة "البرئ"!

وطرحت شجرة "الطيب" ثمرة "البريء" كتحفة سينمائية تجاوزت العراقيل، وتعتبر من أبرز الأعمال التي تطرقت إلى القضايا المصرية الشائكة، محدثةً ضجة في الساحة الفنية، ببطله العبقري الأسمر أحمد زكي والساحر محمود عبد العزيز، وواجه الفيلم عقبات كبيرة قبل أن يتم عرضه، حيث اجتمع 4 وزراء لمشاهدته قبل اتخاذ القرار النهائي بشأنه.
وتعرض فيلم "البريء" لتدخلات رقابية صارمة، حيث تم حذف النهاية الأصلية بناءً على قرار لجنة شكلت خصيصاً لهذا الغرض، وضمت وزير الدفاع ووزير الداخلية أحمد رشدي ووزير الثقافة أحمد عبد المقصود هيكل، ولم يقتصر الأمر على حذف النهاية التي استمرت 6 دقائق، بل شملت التعديلات أيضاً حذف عدة مشاهد أخرى!.

** مقص الحذف والرقابة!

وعلي الرغم من مقص الحذف، احتل الفيلم المركز رقم 28 في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وظلت النسخة الأصلية من الفيلم ممنوعة من العرض لمدة 19 عاماً، حتى وافقت وزارة الثقافة على عرضها في عام 2005، خلال المهرجان القومي للسينما، تكريما للإمبراطور "أحمد زكي".

** عواصف "الطيب"!

وتوالت أعمال "الطيب" بعواصفها المسكونة برياح التغيير والرغبة في الإصلاح وتعديل الكثير من المفاهيم الأخلاقية الخاطئة والسلوكيات المشوهة، وكان أبرزها "ضربة معلم" و "كتيبة الإعدام" و"دماء على الأسفلت" لنجم الوعي والثقافة نور الشريف في مواجهة فساد السلطة والمال وخيانة العهد، و"إنذار بالطاعة" للنجمة ليلي علوي وشعلة الذكاء محمود حميدة عن العلاقات العاطفية المحرمة والباحثة عن الشرعية، و"الدنيا على جناح يمامة" التي تطل أحداثه في سخرية سوداء على عالم رجال الأعمال الفاسد من شباك "تاكسي الكادحين"!.

** "دقات" البصمات!

وقبل أن يستكمل فيلمه الأخير "جبر الخواطر"، توقف قلب "الطيب" عن النبض الذي لم يعد يحتمل إرهاق "مطرقة" الفن السابع طوال 15 عاما لإنتاج 21 عملا سينمائيا .. إلا أن بصماته تواصل دقاتها مع كل فرصة أو مناسبة لمشاهدة أي فيلم بإمضائه .. وكل مشهد يتغذى على زوايا عدسته المشبعة بالرسائل الثائرة .. والمشاعر الصادقة!