على الرغم من رحيله في سن صغيرة في ٢٣/ ٦/ ١٩٩٥م إلا أنه ترك آثارا واضحة دالة على الفن السينمائي العميق، ذلك الفن الذي اتخذ من الرمزية أداة راسمة للواقع المؤلم البغيض في ماضينا القريب المنظور؛ من طغيان وفساد واستغلال.
أسلوبه الفني والإبداعي في الإخراج
يتميز عاطف الطيب بأسلوب إخراجي يجمع بين الدراما العميقة والتوجه الفني المتقن، مما جعل أعماله تحظى بشعبية كبيرة وتمس حال المواطن البسيط.
كان يتمتع بقدرة فائقة على استخدام الإضاءة والإخراج الفني لتعزيز الرسالة الدرامية والتأثير العاطفي في أعماله.
استطاع أن يوظف عناصر الصورة والأداء الحركي والصوتي في إيصال قضية العمل بكل صدق، حتى يتألم المتلقي كما تألم الأبطال، أو يجد في نفسه رغبة في الثورة كما ثار البطل، تلك العناصر الفنية الإخراجية التي استطاع نسجها لتصل إلينا بتعبير مفعم بالواقعية والصدق.
حياته الفنية
بدأ عاطف الطيب حياته الفنية كمخرج للأفلام التسجيلية، وفي عام 1972 عمل كمساعد للمخرجين البارزين شادي عبد السلام ومدحت بركات.
في عام 1982، قدم أول فيلم روائي له، الذي حقق نجاحًا كبيرًا واعتبر نقطة تحول في مسيرته الفنية.
خلال مشواره الفني الذي استمر نحو 15 عامًا، قام عاطف الطيب بإخراج حوالي 21 فيلمًا سينمائيًا، منها "أبناء وقتلة" و"الهروب" و"البريء" و"ناجي العلي"، بالإضافة إلى الأعمال الدرامية التلفزيونية، وعملين غنائيين كانا آخر أعماله الإخراجية.
من بين أعماله البارزة كمخرج للأعمال الغنائية، قدم كليبًا للفنانة التونسية لطيفة بعنوان "كتبتلك"، وكذلك كليبًا ناجحًا للفنانة أنغام بعنوان "شنطة سفر" بالتعاون مع الفنان طارق لطفي.
عاطف الطيب قدم للسينما العديد من الأفلام التي تُعد من الأعمال الخالدة، واستطاع أن يتميز بإدخال بعض الأفلام الجريئة التي نالت استحسانًا كبيرًا.
عانى عاطف الطيب في صغره من حمى روماتيزمية لم تتم معالجتها بشكل جيد بسبب الظروف الصحية السيئة في مسقط رأسه بالمراغة.
مرضه
تعرض لأزمة قلبية في مراحل متقدمة من حياته بسبب هذه الحالة، وأصيب أيضًا بمرض السكري.
رغم هذه التحديات الصحية، استمر عاطف الطيب في تقديم أعمال فنية متميزة وناجحة، ما جعله من الشخصيات المهمة في تاريخ السينما المصرية والعربية.