ماذا تنتظر من ذئبين يلتقيان ليلا وعيونهما تلمعان شهوة وطمعا؟! .. تماما هو اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون في بيونج يانج اليوم وغدا في زيارة استثنائية قد يتم في ختامها توقيع اتفاق شراكة استراتيجية بين البلدين.
ويتسرب القلق للأمريكيين والأوروبيين منذ أشهر من التقارب المتسارع بين روسيا وكوريا الشمالية، حيث وصف يوري أوشاكوف المستشار الدبلوماسي لبوتين، زيارة الرئيس الروسي بأنها لحظة مهمة للبلدين الخاضعين لعقوبات غربية، مشيرا إلي أنه سيتم توقيع وثائق مهمة للغاية واحتمال إبرام اتفاق شراكة استراتيجية شاملة.
كما لفت مستشار الرجل الحديدي في موسكو إلى أن هذه المعاهدة في حال التوقيع عليها ستكون بالطبع مشروطة بالتطور العميق للوضع الجيوسياسي في العالم وفي المنطقة وبالتغيرات النوعية التي حدثت مؤخرا في علاقاتنا الثنائية، وتوقع أن يتم اتخاذ القرار النهائي بشأن توقيعها خلال الساعات المقبلة.
ويشكل التقارب الروسي الكوري الشمالي هاجسا مؤرقا للسياسة الأمريكية والوجود الأوروبي، حيث أعرب البيت الأبيض عن قلق الولايات المتحدة إزاء العلاقات التي تزداد قوة ومتانة بين موسكو وبيونج يانج، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إن تعمق العلاقات بين هذين البلدين، لايقتصر فقط على الصواريخ البالستية الكورية الشمالية التي لاتزال تستخدم في ضرب أهداف أوكرانية، بل أيضا لأنه قد ينتج عنه تبادل من شأنه أن يؤثر على أمن شبه الجزيرة الكورية.
وعلي أنغام الحفل الموسيقي الذي من المقررأن يجمع بين بوتين وأون، يخطط الزعيمان المغامران لإعادة تشكيل العالم وتغيير موازين القوي الدولية بعد مغازلة القطب الأمريكي والخصم الأوروبي .. وتأتي الزيارة بعد 9 أشهر على استقبال بوتين الزعيم الكوري الشمالي في أقصى الشرق الروسي، وهي زيارة طغت عليها أجواء الثناء دون إبرام أي اتفاقيات .. والآن تتأهب الكرة الأرضية للقاء السحاب بين تجار احتكار "الرؤوس النووية" .. فمن ينضم إلي مأدبة العشاء الفاخر؟! .. ومن يقف في صفوف الخدم وضيوف الحفل؟!.