مضت 26 عاماً على رحيل إمام الدعاة، الفارس الذي أعز الإسلام الشيخ محمد متولي الشعراوي، توفي في 17 يونيو عام 1998م.
أتم الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله، حفظ القرآن الكريم كاملاً في سن الحادية عشرة، وحصل الشعراوي على الابتدائيه من الأزهر عام 1923م.
كان الشعراوي رحمه الله محباً للأدب والشعر، و كان يتميز بالذكاء الحاد والفراسة، والتحق بكلية اللغة العربية التي زادت حصيلته الفكرية و اللغوية ثراء، وكان ملماً بكافة فروع اللغة العربية من بلاغة وأدب و فروع الصرف والنحو.
كان للشيخ الشعراوي مواقف صارمة و رادعة للإحتلال، والدعوة إلى التمسك بالأرض ورد الظلم، وعرف بأحاديثه التي إنتشرت عبر أثير إذاعة القرآن الكريم.
"نقل مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام"
تميز الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله، بالذكاء والحجة القوية حيث قام بإرسال برقية مصحوبة بخطاب، إلى الملك سعود بن عبدالعزيز آل السعود، أثناء تواجده في السعودية، يكتب فيها اعتراضاً واضحاً على نقل مقام سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام، حيث أمر الملك بنقله لتوسعة الحرم المكي، وأرسل الشعراوي نصوصاً دينية تثبت حجته وسبب اعتراضه، مما جعل الملك يستجيب لأمره ولم يتم نقل مقام إبراهيم عليه السلام.
تولى الشخ الشعراوي مدير إدارة المكتب الخاص بفضيلة الإمام الأكبر الشيخ
" حسن مأمون" شيخ الأزهر الأسبق عام 1964م، خدم خلال هذا المنصب الإسلام وله الكثير من المواقف الدينية المشرفة.
التحق الشيخ الشعراوي بحزب الوفد، ثم إنضم لجماعة الإخوان المسلمين، وتركهم بعد أن أعلن سبب إنفصاله عنهم، وهو عند قيامه بمدح النحاس باشا وسعد زغلول، فغضب حسن البنا منه لأنه مدح النحاس رئيس حزب الوفد، فقرر الشعراوي رحمه الله الإنفصال عنهم، بعد هجومهم عليه، فرأى الشعراوي أنه من الأفضل تركهم، خصوصاً بعد التحامل والهجوم على النحاس باشا، ذكر عن هذا الموقف في كتابه :
إذا كان من ينتسبون إلى الدين يريدون أن يهادنوا أحد السياسيين ولا يتحاملوا عليه أو يهاجموه، فليس هناك سوى النحاس باشا، لأنه رجل طيب القلب تقي وورع، ويعرف ربنا، وحقا إنني لا أرى داعيًا لأن نعاديه ابدا وهذه هي الحكمة) ص من كتاب الشعراوي صفحة 68