رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

معوض جودة يكتب :لصالح السلطة والقائمين على أمرها

المصير

الخميس, 13 يونيو, 2024

06:25 م

بعض القرارات التي تتخذها السلطة، تثير غضب الشارع لبعض الوقت، ثم يمضي كل في حال سبيله؛ ينسى رجل الشارع، أو يتعايش مع القرار بصورة ما ويتفرغ لأمور حياته.
غير هناك قرارات تتخذها الحكومة تجلب السخط عليها كل يوم؛ نظرا لتكرار الأثر المترتب على قرارها بصورة يومية.
ولعل قرار قطع الكهرباء بالتناوب عن المدن مما يجلب السخط اليومي على صانع القرار؛ نظرا لمعاناة الناس يوميا بصورة أو أخرى.

وحين ننظر في القرارات التي اتخذتها الحكومة لتنفيذ مطالب صندوق النقد الدولي؛ نجد أخخطرها رفع الدعم عن رغيف الخبز، أو تحريك سعره أربعة أضعاف ما كان عليه؛ قوبل الأمر ببعض الغضب أول الأمر، ثم تعايش الناس معه، وحاولوا تدبير أمور حياتهم معه.
كما أن رفع أسعار البنزين والسولار والكهرباء، يثير غضب الناس لأيام، ثم يدخل الأمر حيز النسيان، ويصبح لكل إنسان ما يشغله أو يسحله في حياته.
غير أن قرار قطع الكهرباء لساعتين أو ثلاث يجدد الغضب يوميا في صدور الناس؛ ولعل ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي، والغضب العارم، جعل صانع القرار يدرك حجم الغضب، ويتراجع قليلا في مسألة قطع الكهرباء أو تخفيف الأحمال.
ولعل المستغرب من صبر الناس على أمور كثيرة، وضغوط عدة؛ يدرك أن مسألة قطع الكهرباء مغايرة؛ فهي معاناة يومية متجددة؛ قد يسفر عنها موت فرد داخل أحد المصاعد، أو معاناة لدى المرضى وكبار السن والأطفال؛ فضلا عن عذاب الحر، وتلف بعض الأجهزة الكهربائية، وإشارة إلى أن الأمور لا تسير على النحو الصائب.
ومن الأثر السيء لقطع الكهرباء انه عقاب جماعي يعيشه الكافة والاستثناء في ذلك قليل سواء كان في الساحل أو العاصمة الجديدة.
فهناك الملايين من الناس لا يعنيها رغيف الخبز المدعوم ولا تشتريه؛ وبالتالي فهي ممن يؤيد رفع سعره أو تصمت بخصوص ذلك الأمر.
كما أن الملايين لا يمتلكون سيارة خاصة؛ ورفع سعر البنزين لا يشغلهم من قريب أو بعيد؛ أما قطع الكهرباء فعقاب ينال كل انسان، ويعاني منه الغني والفقير؛ وهذا ما جعل الغضب عليه عارما.
وإن كان من نصيحة لصالح صانع القرار فهي:البحث عن بديل آخر للتوفير غير قطع الكهرباء عن الناس وتعذيبهم بالحر.