رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

السر في ” تزمع”.... لماذا لم تنضم مصر لجنوب إفريقيا أمام العدل الدولية حتى الآن؟!

المصير

الأربعاء, 5 يونيو, 2024

03:19 م

كتب :محمد أبوزيد

قبل عدة أسابيع فاجأت دولة الاحتلال الإسرائيلي مصر والعالم بدخولها معبر رفح والاستيلاء عليه وغلقه، ودخول محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر بدبابات وأسلحة ثقيلة، وهي مخالفة صارخة للملحق الأمني لاتفاقية كامب ديفيد، والذي ينص على عدم تواجد أي قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي لمسافة 1 كم من الحدود المصرية.

الخطوة الإسرائيلية أثارت غضب القاهرة بشكل غير مسبوق، وردت مصر على هذا التطاول والغدر كما تسميه بعض الدوائر في السلطة بإعلان انضامها رسميا لجنوب إفريقيا في الدعوى التي أقامتها أمام محكمة العدل الدولية من أجل إجبار قادة الكيان الكيان الصهيوني على وقف الحرب في غزة، ومحاسبة قادة جيش الاحتلال على جرائم الحرب التي ارتكبت في غزة، والتي راح ضحيته أكثر من 36 ألف شهيد، والآلاف المفقودين تحت الأنقاض، وعشرات الآلاف من الجرحى، ومليون ونصف تركوا بيوتهم..

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية بشكل رسمي أنها تزمع الانضمام لجنوب إفريقيا في دعوى العدل الدولية.

ساعتها صفق الجميع للإدارة المصرية، ومر، يوم، وإثنين، وأسبوع وإثنين، ومصر لم تنضم حتى كتابة هذه السطور للدعوي

ضغوط أمريكية

حينما أعلنت مصر انضمامها لجنوب إفريقيا لمعاقبة إسرائيل أمام العدل الدولية، قال بعض المراقبين أنها وسيلة ضغط فقط، وأنها رسالة لإسرائيل أن مصر في غاية الغضب مما حدث في رفح ومحور فيلادلفيا، بينما أكد آخرون ممن يحسنون الظن بالسلطة أن مصر لن يثنيها شيئا عن الانضمام لدعوي جنوب إفريقيا.

ومع مرور الأيام زاد الجدل بين الفريقين، الفريق الأول الذي يرى أنها خطوة لن تتم وأنها مجرد وسيلة ضغط، والفريق الثاني يرى أنها ستتم حتما.

بعدها بدأت تظهر تقارير إعلامية تتحدث عن ضغوط أمريكية كبيرة مورست على القاهرة لتعديل قرارها بالانضمام لجوهانسبرج في دعوى العدل الدولية.

ومع توقف الدور المصري كوسيط في مفاوضات التهدئة في حرب غزة بعد الاعتداء الإسرائيلي السافر على رفح و فيلادلفيا، وتصاعد التصريحات العدائية ضد مصر في الإعلام العبري واتهامه لمصر بأنها هي التي تمد المقاومة وحركة حماس بالسلاح عن طريق الأنفاق، وتوتر العلاقات بين القاهرة وتل أبيب بصورة غير مسبوقة منذ كامب ديفيد، وتهديد مصر أكثر من مرة بالغاء معاهدة السلام أو تجميدها، وصولا لاستشهاد جندي مصري بنيران إسرائيلية في رفح، توقع الفريق الأول المتفائل أن مصر ستنضم لا محالة للعدل الدولية متضامنة مع جنوب إفريقيا في دعواها، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

بينما يرى الفريق الثاني أن خطوة إعلان الانضمام لجنوب إفريقيا كانت خطوة استعراضية ولم ولن يتم تحويلها إلى قرار فعلي، والسر في كلمة تزمع " التي وردت في بيان الخارجية المصرية، حيث قال البيان أن مصر تزمع الانضمام لجنوب إفريقيا في دعواها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، ولم يقل البيان أن مصر انضمت.

وكلمة تزمع كلمة معلقة على المستقبل، ومعناها عزم على فعل الأمر.

ويري هذا الفريق أن مصر استخدمت هذا التصريح كورقة ضغط فقط على إسرائيل ولكنها لم تنضم ولن تنضم لجنوب إفريقيا.

بينما قررت أكثر من دولة في أمريكا اللاتينية الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، ما زالت مصر تقف عند "تزمع" وعند نفيها التراجع عن الانضمام، لكنها لم تفعل حتى الآن.

وكانت جنوب إفريقيا قد تقدمت بدعوي أمام محكمة العدل الدولية قبل عدة أسابيع من أجل إجبار إسرائيل على وقف الحرب في غزة ووقف الهجوم على رفح ومحاكمة قادة الحرب في إسرائيل

وتحملت جوهانسبرج ضغوطات اقتصادية غير عادية من دول أوربية وأمريكا بهدف سحب تلك الدعوى ولكنها ابدأ لم تفعل